صفعة جديدة للجزائر.. بنما تقرر سحب الاعتراف بالبوليساريو    استئنافية طنجة توزع 12 سنة على القاصرين المتهمين في قضية "فتاة الكورنيش"    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    لقجع يؤكد "واقعية" الفرضيات التي يرتكز عليها مشروع قانون المالية الجديد    تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية عقب إنذارات للسكان بالإخلاء        تنسيق أمني مغربي إسباني يطيح بخلية إرهابية موالية ل"داعش"    كيوسك الجمعة | إيطاليا تبسط إجراءات استقدام العمالة من المغرب        البحرين تشيد بالدور الرئيسي للمغرب في تعزيز حقوق الإنسان    أنفوغرافيك | صناعة محلية أو مستوردة.. المغرب جنة الأسعار الباهضة للأدوية    السلطات الجزائرية توقف الكاتب بوعلام صنصال إثر تصريحات تمس بالوحدة الترابية لبلده    توقعات أحوال الطقس لليوم الجمعة    بنما تعلق الاعتراف ب "الجمهورية الوهمية"    ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء    تفكيك خلية إرهابية لتنظيم "داعش" بالساحل في عملية مشتركة بين المغرب وإسبانيا    الولايات المتحدة.. ترامب يعين بام بوندي وزيرة للعدل بعد انسحاب مات غيتز    ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني    جامعة عبد الملك السعدي تبرم اتفاقية تعاون مع جامعة جيانغشي للعلوم والتكنولوجيا    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    سفير ألمانيا في الرباط يبسُط أمام طلبة مغاربة فرصا واعدة للاندماج المهني    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟        رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..        أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شبهات حول الإسلام، هل داعش تمثل الإسلام؟...
بقلم: كريم لقمش

طيب.. دعونا أولا نضع أبرز العناوين على واجهة المقدمة من هذا المقال ودعونا نعرج على منطق الاستغراب الذي يجمع بين شتات الفكرة الواحدة.. الولايات المتحدة الأمريكية، تطبع علاقاتها مع "كوبا" "فيديل كاسترو" (رحمه الله رغم انتماءه لقوائم الأحياء بعد)...والمغرب يسترجع على حين فجأة علاقته الديبلوماسية مع إيران، وقطر تتصالح مع مصر بوساطة سعودية فيظهر الزعيم السيسي على قناة الجزيرة تحت يافطة "الرئيس" وليس "الانقلابي"، وقبل كل هذا يتم الإعلان عن براءة مبارك ويتم التشكيك في عودة الربيع إلى منابته في كل من مصر وتونس بدعوى عودة الفلول إلى الحكم بواجهات أخرى، دون ان ننسى طبعا الحديث عن استعداد دول المناهج الوهابية إلى التخلي عن بعض من وهابيتها وهي تراجع أحكام النقاب في بلدانها وبعض من أعراف تلبست بلبوس الدين وهي من عمق القبلية والعصبية العرفية... إنها أفكار تبدو مختلطة ولا رابط يكاد يربط بين بعضها البعض ولكنكم إن شئتم القول يمكنني القول أن الرابط الذي يربط بين أطرافها هو أهم بكثير من مجرد سرد لغوي محض لوقائع من شرذمة أحداث مضت.. إنه النسق العالمي الجديد، ولعل داعش تكون هي المنطلق الذي ننطلق منه لكي نستأنس بحكي صعب الخلخلة من ناحية وصعب التناول من ناحية ثانية وصعب الفهم من نواحي جمعت بين الناحيتين الاولى والثانية، فهلم إلى مزيد من التركيز لعلنا نجمع شتات هذه الصورة...
لي اليقين التام من كون معظمكم اليوم يهزهم الشك وتعتريهم الأوهام والملهمات عن هذا الذي جعل شيئا ك"داعش" يخلق من عدم، ثم يمتد، ثم يتمدد، ثم يتقوى، ثم يتحول إلى موضوع أول في كل الصالونات سواء كانت صالونات أدب أو سياسة أو "شيئا من بركات سبيل تقرقيب الناب" في المقاهي الشعبية.. ؟ ألم تكن القاعدة بصفتها الفاعل الحصري من أجل نصرة الله ودين الله هي الأقرب إلى شعور من آمن بالحقيقة المطلقة (أيا كان التفصيل فيها)؟ ألم يكن بن لادن هو أيقونة عصر من يحلمون بانتصار أمر الله على الكفار؟ فكيف إذا ولَّى جميع أنصار "السنة والجماعة" و"الهجرة والتكفير" وجوههم صوب "أبي بكر البغدادي" فبايعه البعض منهم ومات البعض منهم على ملته تواقا لأن يبعث يوم القيامة على منهاجها وسنتها...؟ هل أنتم الذين تحلمون بالنصرة للدين الذي حملته القاعدة يوما كفرتم بالقاعدة أول أمس لأن الذين حملوا المشعل اليوم هم داعش وفق شعار "مات الحلم، عاش الحلم؟"... لماذا كفرتم ب"بن لادن" بعد موته، وبايعتم الظواهري ثم خنتموه في الليلة الموالية مع أول عشيق لثورتكم وفارس أحلام خلافتكم لعله يكون القائد نحو أمجاد سلفية تحلمون بها ولن تؤتونها على سبيل الواقع أبدا مهما جاهدتم وحلمتهم وانفجرتم وقاتلتم؟...
طيب... هل ترون كيف تذبح داعش الرجال والنساء والأطفال تحت التكبير والتهليل والصياح وكلكم هنا في هسبرس تصرخون صباح مساء أن اللهم هذا منكر وان هذا ليس من الإسلام في شيء أليس كذلك؟... طيب.. لي اليقين التام أنكم صادقون في دعواكم وادعائكم وأنكم بالفعل تربأون بالإسلام عن أفعال كهذه وعن أوامر كهذه وعن سيرة كهذه... تقولون أن الإسلام لا يمكن أن يأمر بالذبح ولا يمكن أن يامر بالقتل وهو الذي أمر الغزاة بالحفاظ على الشجر والنبات وعدم قتل من لا يحمل سلاحا وعدم المساس بالأطفال والعجزة والنساء..."قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يوصي الجيش في غزوة "مؤتة" :" أوصيكم بتقوى الله وبمن معكم من المسلمين خيرا، اغزوا باسم الله تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله، لا تغلوا، ولا تقتلوا، وليدا ولا امراة ولا كبيرا فانيا ولا منعزلا بصومعة، ولا تقربوا نخلا ولا تقطعوا شجرا ولا تهدموا بناء"... وقال في حديث آخر : " لا تقتلوا صبيا ولا شيخا كبيرا ولا مريضا، ولا تقطعوا مثمرا ولا تخربوا عامرا ولا تذبحوا بعيرا ولا بقرة إلا لمأكل، ولا تغرقوا نحلا ولا تحرقوه"...هذه أحاديث ووصايا نعرفها جميعا لأننا نفهم ان الإسلام دين سلام وأنه لا يحض على العنف أو القسوة أو الظلم، فمن أين تأتي داعش بنصوصها؟...
- كلنا نؤمن بهذا ولكل منا كامل الحق في هذا لأن الإسلام فعلا هو هذا حسب ما نفهمه من منطقه الذي أتى بالحق ولكن الحقيقة في مكان آخر حسب شهود آخرين.. نعم.. هناك شهود آخرون يقولون بواقع آخر وبإسلام آخر وبنصوص أخرى وبنقاط تزيدنا حيرة على حيرة ونحن نبحث عن الحقيقة المرة أو الحلوة، كيفما كانت..
هل تعلمون عمن أتكلم؟.. أتكلم عن الفقهاء أصدقائي.. أولئك الذين حين يتكلم عنهم المسلم العادي فيقول "علماء الدين" و"السلف" وغير ذلك.. أولئك الذين قرروا في كل شيء قبل قرون عديدة (ولازالوا من خلال أتباعهم المقلدين لا المجددين) ولم يتركوا لنا شيئا لنتكلم فيه بدعوى أنهم الأعلم بكل أمور الدين رغم كون معظمهم عاش بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وولد بعد وفاته بعشرات العقود ومع ذلك كان لهم أن يتكلموا عنه وعن سيرته وعن حياته كما لو عاشروه وجايلوه وشهدوا مقرراته ونواهيه وسننه العملية والشفهية دون وساطة او تدليس...أتكلم عن رواة السيرة ولي أن أقول لكم على سبيل الصراحة منذ البداية أن في مقدمتهم يقع اسم ذلك الذي قيل في حقه ظلما وبهتانا كما سنبين في مقالات قادمة إن شاء الله أنه أصح كتاب بعد كتاب الله، وعن البخاري أتكلم.. وهو على رأس القائمة مع أن القائمة تضم كبارا من الكبار في مقدمتهم مسلم، والترمذي والنسائي وابن هشام والطبري وغيرهم من أعلام السيرة وكلما تكلمنا عن شيء أوردنا عنه أدلة بالقطع والإيجاز.. لأترك لكم الخلاصات العامة بعد مقدمات خاصة أصوغها أو تعقيبات عامة أضيفها...
طيب.. دعوني ألخص ما سبق حتى تعود الصورة إلى وضوح ضروري في أذهانكم..قلت أن كل الصدف التي تقع على الساحة السياسية الدولية لها ما لها من مقدمات وخلاصات ونوايا وعهود دولية جديدة وهي امور تبقى للطرح على سبيل الخلاصة الخاتمة لهذا الموضوع.. وقلت أن كل هذا يرتبط لزاما بالبدء في الحديث (كموضوع رئيس) عن "داعش" و"التراث الديني" في الإسلام ثانيا.. وهنا فصلنا بين الدين كدين سماوي وبين صيغته المعدلة كما كتبها كتاب السيرة والتي تبني عليها داعش وغير داعش جرائمها في حق الإنسانية، وعليها يبني كل التطرف قناعه في الدين وعليها تنبني كل الخدع التي اعتقدناها في الدين وهي ليست من صميمه ولا من أحكامه وعليها تنبني الأسس المتينة لتخلفنا الحضاري المكين، وعليها، بالنهاية تنتمي معضلتنا الكبرى التي قوامها الرفض الأكيد مع سبق الإصرار والترصد ل"الآخر" ك"آخر" ورغبتنا في نفيه "لولا الظروف الدولية الطارئة وتطور حال البلدان والعباد"... بمعنى.. آخر.. أقول.. النظام العالمي الجديد يريد أن يصل إلى الوحدة الكونية.. إلى العولمة الحقيقية.. إلى إحقاق النظرة الكونية.. والسبيل إلى ذلك هو فضح "التطرف" وفضح "العنصرية" وفضح "الشوفينية" وفضح القبلية" عصبية كانت أم دينية ام لغوية، والاحتفال بالإنسانية ومادام التطرف الديني الذي يمثله حاليا الإسلام بصفته الواجهة الدولية الراهنة لصدام الحضارات هو العدو الاول للإنسانية فإن الإنسانية عليها أن تفضح هذا التطرف دون أن يعني ذلك فضح الدين لأن الدين منزه عن الفضيحة ولأن أصحاب الفضيحة دوما هم بشر يأولون الدين لتحقيق مصالحهم.. من هذا المنطلق يتجه النظام العالمي الجديد للمزج بين داعش وتراث الإسلام في كتب سيرته (وليس الإسلام في حد ذاته كما جاء في القرآن كنص إلهي مقدس).. وهو المزج الذي لا يجب أن نستنكره لأنه مزج حقيقي وواقعي وموجود على أرض الواقع في كتب السيرة وإن كان لابد من لوم أحد من طرف القارئ العادي فاللوم حتما يقع على رواة السيرة الذين قالوا أن الرسول كان يأمر في أحاديثه بأفعال لا تعقل ولا تقبل وليس على أولئك الذين يقولون أن هؤلاء قالوا.. أما لكي ندرأ شبهة الادعاء ونمنع أصحاب قول "أنتم تفترون على الإسلام وهذا لم يرد في كتب السيرة (متناسين هنا أنهم عمدا يخلطون بين الإسلام كدين من الله وكتب السيرة بصفتها من وضع بشر يخطئ ويصيب).. أما لكي ندرأ كل هذا فدعونا نمر رأسا إلى أسانيد يستند عليها إرهابيو داعش لكي يعيثوا في الأرض فسادا.. (مع التذكير الأكيد أنه بعد هذا الكلام يجب أن يتجه كل النقد والكلام إلى كتب السيرة وليس إلى ناقلها فناقل الكفر ليس بكافر كما تعلمون)...
1) باب الجهاد والسير: الحديث رقم 2818. حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق عن موسى بن عقبة، عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، وكان كاتبه، قال، كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف". (صحيح البخاري) كما "أخرجه مسلم مطولا تحت رقم 1742."...هذا القول تفيد منه داعش ومقاتلوها أنهم من اهل الجنة مادامت الرقاب تقع تحت طائلة سيوفهم ممن كانت رقابهم من أهل النار بحكم التكفير والخروج عن الجماعة المؤمنة...
2) 74- باب من غزا بصبي للخدمة: (حديث رقم) 2893- حدثنا قتيبة، حدثنا يعقوب، عن عمرو، عن أنس بن مالك،رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال لطلحة: "التمس غلاما من غلمانكم يخدمني حتى أخرج إلى خيبر"، فخرج بي أبو طلحة مردفي، وأنا غلام راهقت الحلم،، فكنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل، فكنت أسمعه كثيرا يقول: "اللهم إني أعود بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضياع الدين وغلبة الرجال"ثم قدمنا خيبر فلما فتح الله عليه الحصن ذُكِرَ له جمال صفية بنت حيي بن أخطب،وقد قتل زوجها وكانت عروسا فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه فخرج بها حتى بلغنا سد الصهباء حلت فبنى بها، ثم صنع حيسا في نطع صغير، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أذن من حولك" فكانت تلك وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية، ثم خرجنا إلى المدينة....فقال: "اللهم إني أحرم ما بين لابتيها بمثل ما حرم إراهيم مكة، اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم" (صحيح البخاري) وأخرجه مسلم تحت رقم 1365.... وهو ما يعني أن داعش حين تغزو أرضا معينة ويرى أميرها أجمل النساء فهي له بحكم السبي الحلال كما ترويه كتب السيرة وإذ نتقدم في إعطاء الامثلة نذكر أن ناقل الكفر ليس بكافر بالضرورة كما ناقل السيرة تماما.. على أن أترك الأسئلة الأهم للنهاية.. دعوني أواصل كيف تبتعد داعش من الدين وتقترب من التراث الذي تستمد من تلابسيه كل مشروعيتها...إليكم المثال الثالث:
3) "88، باب ما قيل في الرماح: "ويذكر عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم :" جعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلةُ والصغارُ على من خالف أمري" (صحيح البخاري) وبما أن داعش هي التي تحمي بحكم "التمكن" من السلاح والسيطرة محاربة كل ما يعتقد قادتها وأمراؤها أنهم مخالفون لامر رسول الله.. لما لا والجنة قد وضعت على سيوفهم ورزقهم فوق رماحهم كما يفهمون من هذه الاحاديث خارج سياقها إن ثبتت أصلا صحتها قولا عن النبي صلى الله عليه وسلم...
4) "95 – باب قتال الترك.. (حديث رقم 2927) "حدثنا أبو النعمان ، حدثنا جرير بن حازم، : قال سمعت الحسن يقول: حدثنا عمرو بن تغلب قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوما ينتعلون نعال الشعر، وإن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوما عراض الوجوه، كأن وجوههم المجان المطرقة" (صحيح البخاري).. هذا الحديث يمكن أن يستعمله أي كان لكي يقتل أيا كان ذا وجه عريض أو يلبس "البلغة المراكشية ذات الشعر على ناصيتها".. لا تسخروا من الأمر.. هناك حقا مجانين بإمكانهم تأويل حديث كهذا لإبادة المراكشيين عن بكرة أبيهم يوما ما لو استمر هذا الهبل جميعه ولم نتدارك أنفسنا مما نحن فيه من سوء فهم عميق لديننا الحنيف بسبب التراث المجنون...دعونا نواصل.. المثال الخامس:
5) "3017- حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان عن أيوب، عن عكرمة، ان عليا رضي الله عنه، حرق قوما، فبلع بن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تعذبوا بعذاب الله"، ولقتلتهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "من بدل دينه فاقتلوه" (صحيح البخاري). دعونا هنا من مسألة شرعية الحرق من عدمه والتي تنسب هنا بحكم الحديث الوارد في البخاري إلى علي بن أبي طالب وهي الحجة الكافية لكي تعتمده داعش ومن هم على شاكلتها لشرعنة حرق الأعداء بدعوى تطبيق السنة والسيرة الحسنة والإجماع، ولنركز على قضية القتل الواجب في حق المرتد، ولتكن لنا هنا وقفة مستعجلة.. لماذا لم يرد على عهد الإسلام المكي ذكر لكلمة "ردة"؟ ولماذا لم يوصف الكثير ممن خرج من الإسلام بعد الدخول إليه والرسول (ص) لازال في مكة بالردة ولم تنزل فيهم أحكام الردة كما وردت في كتب السيرة من بعد، ولماذا ظهر حكم الردة فقط في المرحلة المدنية من الدعوة أي ما بعد هجرة الرسول (ص) واستباب الأمور له في يثرب القديمة.. ؟ السبب بسيط جدا وظرفي جدا..إنه الخروج والهروب من الجماعة فمن دخل إلى الإسلام في المدينة وارتضاه ثم انقلب عليه وهرب من المدينة إلى مكة أوشى بأهل المدينة واحوال المدينة وشؤون رسول الله وصحبه وخططهم ومناطق قوتهم وضعفهم وبالتالي كان خائنا للعهد والمدينة وكان الأوجب منعه من الخيانة بالقتل بعد الاستتابة.. وسواء قبلنا القتل في هذه الحالة كحل أم لا فيبقى أن حكم الردة وليد تلك الظرفية من تاريخ الإسلام وهو حكم غير ملزم في التطبيق على العصور اللاحقة والأماكن المختلفة لكون مفاهيم الردة والخيانة والخروج عن الجماعة والتجسس والحق والخلافة قد اختلفت... وبها تنتهي علة الحكم إن صحت نسبته إلى السنة فعلا.. وهذا موضوع خلاصتنا النهائية...
6) "3021" حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان عن موسى بن عقبة ، عن بن عمر رضي الله عنهما، قال: حرق النبي صلى الله عليه وسلم نخل بني النضير" (صحيح البخاري) واخرجه مسلم تحت رقم 1746..هنا وخلافا لدعوة الإسلام السلمية التي أتت في أحاديث أخرى تقول بوجوب احترام الزرع والنبات فالرسول صلى الله عليه وسلم يحرق النخيل بهدف إزالة الحواجز الطبيعية التي تمنع محاصري بني النظير من المسلمين من الوصول إلى ما وراء الأحصنة المنيعة لليهود وتلك واقعة لا تهم تفاصيلها موضوعنا، على الأقل في اللحظة الراهنة...ولكن الخلاصة الأساسية منها وضحت...وداعش استنادا إلى حديث كهذا يمكنها أن تحرق ليس النخيل فقط.. بل كل شيء يقف في طريق ما تتخيل أنه دعوة خالصة للدين الذي تعتقد أنها تناصره عن حق أو نفاق.. (والنفاق هو الغالب الأعم حسب اعتقادي)..
طيب... يبدو أن المقال والشواهد تمتد طولا ويحسن بنا من اجل حسن ختام هذا المقال أن نتوقف هنا على أن نواصل في جزء ثان أخير بقية الكلام مع الإشارة اللازمة إلى كوني سأسوق مزيدا من الشواهد التي تبني عليها داعش تطرفها وهي شواهد من التراث وليست من عندياتي وهي التي منها نود أن ننطلق أولا إلى ما دعوت إليه في مقال سابق من ضرورة مراجعة وتنقيح التراث وثانيا ما أوردته في هذا المقال عن إرهاصات النظام العالمي الجديد وعلاقة التراث والإسلام والدين وداعش والتطور الحضاري من ناحية أخرى... دعونا لا نستبق الأحداث وأول ما نبدأ به الجزء الثاني بحول الله هو شاهدنا السابع من التراث على "ممارسات داعش"...(وقبلها القاعدة)...
https://www.facebook.com/abdelkrim.elquamch


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.