استمتع أفراد الجالية المغربية ببرلين، مساء أمس الثلاثاء، بعرض مسرحي بعنوان "الترقيع في الأحلام المعلقة"، قدمته فرقة محترف المسرح للثقافة والفن بشراكة مع فرقة مسرح "إيسيل"، وذلك ضمن جولة فنية قامت بها المجموعة في ألمانيا. ويندرج هذا العرض المسرحي في إطار الأنشطة الثقافية التي تنظمها الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة لفائدة أفراد الجالية المغربية في المهجر، وذلك بتنسيق مع جمعية الكفاءات المغربية الألمانية في مدينتي دوسلدورف وفرانكفورت (غرب) ثم برلين. وتتناول مسرحية "الترقيع في الأحلام المعلقة" التي أخرجها وكتب نصها سعيد آيت باجا، وساعد في إخراجها فريد الركراكي، وشخصها كل من مينة حراز ومحمد بن سعيد وحدوش بوتزوكنت، تيمة الحلم الذي سكن كل شخصية من شخوص المسرحية؛ الزوج الذي يحلم أن يصبح كاتبا، والزوجة التي تحلم أن تصبح أما، وأخ الزوج يحلم أن يصبح موسيقيا مشهورا. وبالرغم من أن الحلم فعل مشروع فإنه قد يصطدم في بعض الأحايين بإكراهات موضوعية وأخرى ذاتية، وهو الأمر الذي حصل مع الزوج الذي لم يجد موضوعا ينجز به كتابه إلا حياته الخاصة الموسومة بالمشاكل فلم يستطع حتى التعبير عنها في مشروعه، وكذا الزوجة التي تصطدم في تحقيق حقها الطبيعي في الإنجاب بحلم زوجها وبظروف حياتهما التي تفتقد لأبسط شروط عيش متوازن. في هذه الأجواء المشحونة يظهر أخ الزوج حاملا على ظهره حقائبه، وحلمه هو الآخر أن يصبح موسيقيا ومغنيا مشهورا، وهو واثق من أن له مؤهلات فينة، فيحل ضيفا غير مرغوب فيه على أخيه المثقل بحلمه وحلم زوجته. وحاول المخرج أن يجعل شخوص المسرحية تتحرك بخفة فوق الخشبة وهي تبحث بشتى الطرق لبلوغ الحلم مع إدخاله صورا بلاغية وأصواتا تعبيرية في سياق سينوغرافيا من توقيع رشيد الخطابي، صممت وأثث فضاء المسرحية بشكل يعكس واقعا يستحيل معه تحويل أحلام هذا الثلاثي إلى حقيقة. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عبر آيت باجا عن ارتياحه لهذا العمل الذي يعد أول تجربة له في الإخراج كونه ممثلا، والذي لقي تجاوبا كبيرا من قبل جمهور حضر بكثافة لمشاهدته سواء في مدينتي دوسلدورف أو فرانكفورت حيث تقيم نسبة كبيرة من أفراد الجالية المغربية أو في العاصمة الألمانية. واعتبر أن مثل هذه الأنشطة تشكل مناسبة جيدة للتواصل مع أفراد الجالية المغربية عبر أعمال مسرحية وأنشطة ثقافية لنقلهم إلى أجواء المغرب وإطلاعهم على الأعمال الفنية، مشيرا إلى أن المسرحية في الأصل أنجزت باللهجة الريفية إلا أن تقديمها في برلين تم بالدارجة مع الترجمة الفورية المكتوبة بالألمانية لتقريب الجمهور الألماني الحاضر أكثر من مضمونها.