مسرحية «دموع بالكحل» لفرقة مسرح أنفاس تهيمن باستحقاق على جوائز المهرجان اختتمت بفضاء دار الثقافة الفقيه المنوني بمكناس، مساء أول أمس الخميس، الدورة الخامسة عشرة للمهرجان الوطني للمسرح الذي جرت أطواره في الفترة الممتدة ما بين 6 و13 يونيو الجاري، في نطاق مسابقة رسمية بين 12 فرقة مسرحية، وعروض خارج المسابقة. وخلال حفل ختامي بهيج، خرجت لجنة التحكيم عن صمتها لتعلن نتائج التباري، وكانت المفاجأة أن هيمنت فرقة «مسرح أنفاس» من الرباط على جل الجوائز عن عملها الجميل «دموع بالكحل» منتزعة مركز الصدارة بدون منازع بحيازتها الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للمسرح، كما حازت على جائزة أحسن نص ذهبت لكاتب المسرحية عصام اليوسفي، وجائزة أحسن ممثلة للفنانة هاجر كريكع، وجائزة الملابس للفنانة بدرية الحساني، وجائزة أحسن سينوغرافيا للفنان عبد المجيد الهواس. أن يحصل عمل واحد على كل هذه الجوائز ضمن مسابقة تتنافس فيها 12 فرقة مسرحية، أمر غير مسبوق ويدعو إلى التأمل الإيجابي وكثير من المراجعات، بحيث يمكن لكل من شاهد مسرحية «دموع بالكحل» أن يشهد بتكامل عناصر الإبداع المسرحي فيها، وبتألق ومهنية أفراد الفريق الفني المعد لها، وبالتالي فإن لجنة التحكيم التي تكونت من مسرحيين أكاديميين وآخرين لهم باع طويل في مجال المسرح برئاسة الدكتور مولاي أحمد بدري، كانت صارمة في أحكامها واختياراتها بعيدا عن أسلوب المحاباة الذي طبع دورات سابقة.. وذلك ما أكده الدكتور بدري في كلمته منوها أن لجنة التحكيم كانت متوافقة حول النتائج انطلاقا من اتفاقها المسبق والمنهجي بوضعها لمعايير تحتكم إليها في تقييمها وقراءتها للعروض المسرحية، أهمها معيار المهنية في ضبط اللغة المسرحية وتقنياتها، وتلاؤم الأسلوب الفني مع المقاصد الفكرية والجمالية، وانسجام مكونات العرض المسرحي وتناغمها، وجاذبية العرض وجودته الجمالية. لذا فمسرحية «دموع بالكحل» عمل يستحق التتويج، لأنه يقدم نموذجا مسرحيا مغربيا راقيا. وعن باقي الجوائز عادت جائزة أحسن ممثل مناصفة بين الفنان كمال كاظيمي عن دوره في مسرحية «أوسويفان» لفضاء اللواء والإبداع والفنان سعيد أيت باجا عن دوره في مسرحية «العساس» لفرقة إيسيل. كما كانت جائزة أحسن إخراج أيضا مناصفة بين نفس الفرقتين ومخرجيهما بوسرحان الزيتوني عن مسرحية «اوسويفان» وعبد العاطي المباركي عن مسرحية «العساس» وأخيرا ذهبت جائزة الأمل إلى مسرحية:»الترقيع في الأحلام المعلقة» لفرقة تيفاوين للمسرح الأمازيغي من الحسيمة. وجدير بالذكر أن الدورة 15 للمهرجان الوطني للمسرح، قد شهدت ارتفاعا في قيمة جوائز المهرجان إلى الضعف وهذا أمر محمود وعرفت من جهة أخرى مشاركة 12 فرقة وطنية داخل المسابقة الرسمية بأعمال مسرحية وهي «حمار الليل فالحلقة» لفرقة ورشة الإبداع دراما من مراكش، و»شكون يخاف» لفرقة المحترف للثقافة والفن من سلا، و»أوسويفان» لفرقة فضاء اللواء للإبداع من الدارالبيضاء، و»نعاودو الحساب» لفرقة أصدقاء المدينة من فاس، و»عمل صغير لبلهوان عجوز» لفرقة إيمازيغن من سلا، و»أنا هي أنت» لفرقة محترف بناصا من مشروع بلقصيري، و»العساس» لفرقة إيسيل من الرباط، و» الدموع بالكحل» لفرقة أنفاس من مشرع بلقصيري، و»أولاد البلاد» لفرقة محترف المسرح الحر من الرباط، و»أنا وخيالي» لفرقة معمل التكوين والبحث الدرامي من أكادير، و»الألم» لفرقة أطلنتيس من الدارالبيضاء، و»الترقيع في الأحلام المعلقة» لفرقة تيفاوين للمسرح الأمازيغي من الحسيمة.