أكد الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة اليوم الاثنين أن الجزائر "تحضر لتعديل الدستور بجدية"، مشددا على أهمية الاقتراحات التي أفرزتها المشاورات الواسعة التي نظمتها رئاسة الجمهورية بهذا الشأن، حسبما أفادت اليوم وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية. وأوضح بوتفليقة خلال كلمته في المؤتمر العلمي حول "التطورات في مجال القانون الدستوري في إفريقيا" الذي افتتح اليوم، أن الهدف هو الوصول إلى "توافق حول المسائل الجوهرية، وضمان فعالية حقيقية للأحكام الدستورية الجديدة"، و"لتسهيل مسار انفتاح المجتمع الجزائري"، وتجنيبه الاضطرابات التي تعرفها مختلف الدول. كان بوتفليقه قد كلف في الثاني من يونيو/حزيران الماضي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية ورئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى، بدعوة الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني وشخصيات وطنية للمشاركة في مشاورات حول مراجعة الدستور، وذلك عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية في 17 أبريل/نيسان الماضي. واستمرت هذه اللقاءات شهرا وشارك فيها 150 شخصا، لكن لم يتم التوضيح لاحقا كيف جاءت نتائج المشاورات ولا معرفة توقيت إجراء الاصلاحات بالدستور الجزائري. ورفضت معظم أحزاب المعارضة والعديد من الشخصيات المشاركة في هذه المشاورات، مطالبين بدلا منها بإجراء تغيير عميق في النظام السياسي. كما اعتبرت المعارضة الجزائرية أنه وقبل اجراء اية تعديلات دستورية، ينبغي تطبيق المادة 88 من دستور البلاد لتنحية بوتفليقة من الحكم نظرا لحالته الصحية الحرجة، حيث عاد للتو من زيارة علاجية إلى فرنسا، وكان قد خضع هناك ايضا للعلاج من جلطة دماغية العام الماضي. وعدل بوتفليقة الدستور مرتين، الأولى في 2002 من أجل جعل الأمازيغية لغة وطنية والثانية في 2008 بإلغاء تحديد الولايات الرئاسية باثنتين ليتمكن من الترشح لولاية ثالثة في 2009.