في حوار مثير أجرته "شبكة أندلس الإخبارية" مع النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية عبد الله بوانو، كشف الأخير عن تداعيات التقصير الحكومي والحزبي داخل العدالة والتنمية في التواصل مع المواطنين، معتبرا أن هذا الخلل كان من شأنه أن يثير كل هاته الضجة حول الإصلاحات الحكومية، التي مست أساسا الزيادة في الأسعار وإصلاح صندوق المقاصة والتقاعد، موضحا أن عدم توعية حزبنا للمواطنين بهذا الأمر، أدى إلى كل هذا الاحتقان الاجتماعي، "ونحن نتحمل مسؤوليته" على تعبيره. وأوضح بوانو، أن الحكومة كانت مكرهة على القيام بتلك الإصلاحات التي مست القطاعات الحيوية والأساسية بالبلاد، هذا لأنها مجبرة على تسديد الخصاص الذي يعتري عددا منها على حد قوله، وأضاف: " الكل كان يعرف حدود ميزانية الدولة والحكومة، فمائة مليار درهم خصصناها لرواتب الأجور، و 44 مليار درهم رصدت لمختلف قطاعات التسيير، و 20 مليار درهم لخدمة الدين، هذا بالإضافة إلى تخصيص 57 مليار درهم لصندوق المقاصة، ولأننا وجدنا أنفسنا أمام عجز يتعدى 7 في المائة، والذي كان سيؤثر في نهاية المطاف على الاقتصاد الوطني، اضطرت الحكومة للخروج بتلك القرارات، من بينها إصلاح صندوق المقاصة رغم أنه يبقى قرار مؤلم لكنه في مصلحة الوطن، وإلا سنكون جميعا في حاجة إلى مبلغ مهول قيمته 135 مليار درهم عند حلول سنة 2025، فمن أين سنأتي بها؟". وأردف المتحدث نفسه بالقول، "إن صندوق التقاعد مشكلته هيكلية، كما أن الكل يؤمن بوجود أزمة، حتى أن النقابات تدرك ذلك جيدا، لذا فإصلاحه ضروريا لا مفر منه". من جهته دائما، عبر الأستاذ عبد الله بوانو عن امتعاضه الشديد إزاء الاتهامات الموجهة لبنكيران كرئيس حكومة، على اعتبار أن الجميع يحمله مسؤولية المشاكل التي تعانيها الدولة، "وهذا خطأ ولعب بالنار"، ودافع بوانو عن زيادات الحكومة التي قال إنها ليست بالمهولة، في إشارة إلى الزيادة في المواد الغذائية، " فالتضخم هو من يقول هل أسعار تلك المواد الأساسية قد ارتفعت أم لا، اليوم التضخم لا يتجاوز واحد بالمائة". واستمر بوانو في الدفاع عن حكومة بنكيران قائلا: هل يعقل أن كل مشاكل السنوات الماضية "نلصقوها" في بنكيران؟، هاته الحكومة تقوم بمجهود جبار، وما قامت به يفوق الإجراءات الاجتماعية التي كانت تقوم بها الحكومات السابقة، "فمنذ ثمانينيات القرن الماضي، لم تشهد منحة الطلبة أية زيادة، الآن عرفت تحسنا مهما، ناهيك عن التخفيض في ثمن الأدوية، ودعم الأرامل، أيضا فيما يتعلق بإنعاش مناخ الاستثمار، ودعن النموذج التنموي بالبلاد، فكل هاته المبادرات المهمة من يعترف بها؟". وحول احتمال حدوث انشقاق حكومي وتكرار سيناريو انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة، خاصة في ظل التوتر القائم بين حزبي الأحرار والعدالة والتنمية، على خلفية الاتهامات التي وجهها مصطفى الحيا النائب الخامس لرئيس المجلس الجماعي للدار البيضاء، إلى محمد بوسعيد الوالي السابق للدار البيضاء، ووزير الاقتصاد والمالية الحالي، قال بوانو: " لن يكون هناك أي انشقاق، فحزب الأحرار يختلف كثيرا عن حزب شباط، كما أن مزوار بعيدا كل البعد عن تصور شباط، ذلك أن مزوار يفصل بين الأفعال الشخصية وأفعال الحزب، وبالتالي ما أثيرحول هذا الموضوع مجرد إشاعة. في سياق آخر شن الاستاذ عبد الله بوانو هجوما شرسا على القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري، حين قال الأخير في تصريح لإحدى وسائل الإعلام إنه لا يخشى الصر اعات التي تشهدها باقي الأحزاب، بقدر ما تخيفه الصراعات داخل حزب العدالة والتنمية، وهو ما لم يستسغه عبد الله بوانو.. تفاصيل أكثر إثارة، ترقبو ها في الفيديو