نفذ صبر المستشارة فاطمة محمد قدور من موقف الحزب الشعبي الذي تنتمي إليه في قضية حجاب نجوى الملهى وقررت أن تجازيه بالانفصال عنه والإنضمام إلى المجموعة المختلطة في بلدية خينس بإشبيلية، وجاء قرارها بعد تعالي الأصوات في الحزب الشعبي تصف الحجاب بأنه أمر غير مقبول و"تحقير للمرأة" وهو ما ترفضه فاطمة محمد قدور رفضا قاطعا، إذ هي نفسها ترتدي الحجاب. وقررت فاطمة محمد أن تبين من أي عجين هي سياسة الحزب الشعبي، فهو إذ يشن هجومه لأغراض إنتخابية على حجاب الطالبة نجوى الملهى، لم يكن يتوانى عن توظيف فاطمة محمد قدور وهي بحجابها وأيضا لأغراض انتخابية فحسب المستشارة "نفس أعضاء الحزب الشعبي الذين يهاجمون الحجاب بكل قساوة كانوا يحرصون على أن تؤخذ لهم صورا بجانبي". كما نددت بالتهميش المنهجي الذي مورس عليها في الحزب الشعبي الأندلسي، و خاصة من طرف القطاع الحزبي المرتبط بخابيير أريناس، وأكدت أن هذا الأخير أبدا لم يزعج نفسه بتوضيح أسباب عزل المستشارة داخل الحزب الشعبي على المستوى المحلي و الأندلسي و الوطني. و أكدت أن "الحزب الشعبي لم يحترم حريتها في التعبير"، وكانت المستشارة قد أعربت للصحافة عن تضامنها مع نجوى في محنتها وضدا على موقف حزبها، مؤكدة أنها هي نفسها ترتدي الحجاب وبإرادتها الشخصية. وحسب بعض المراقبين فإن قرار فاطمة محمد سيؤدي إلى تضررالحزب الشعبي الأندلسي لامحالة، خاصة و ان فاطمة تؤكد "أن لديها الكثير لقوله" عن تصرفات و سلوكات رفاقها القدامى في الحزب، ولحد الساعة لم يقم الحزب الشعبي المحلي بأية ردود فعل على قرار فاطمة. حالة المستشارة فاطمة تنضاف إلى حالة نجوى، و حالات اخرى كثر لتفضح كذب الليبرالية التي يتغنى بها الحزب الشعبي في كل محفل، فالحزب لا يعرف كيف يحترم حتى أبسط القيم الليبرالية "حرية اختيار أسلوب الحياة"، بعيدا عن دعواه فإننا لانبصرتحت رماد الدعوى إلا نيران أصول الحزب اليمينية المتطرفة تتأجج، و لا تزيدها نعرات القومية الكاثوليكية إلا توهجا واضطراما.