عكس التخوفات والشكوك التي كانت تحوم حول فريق البارصا إثر إقصاءه من عصبة أبطال أوروبا من طرف فريق الإنتر يوم الأربعاء المنصرم، إستطاع الفريق الكطلاني من محي أثر الهزيمة والحرب النفسية التي عاشها خلال الأسبوع المنصرم بتفوقه السهل على فريق فيلاريال في عقر دار هذا الأخير برباعية لواحد. وقد استطاع فريق البارصا، بفعل خبرة لاعبيه وحنكتم في مثل هذه المواقف الصعبة، استرجاع في وقت وجيز ثقتهم في مؤهلاتهم وقدراتهم كفريق كبير وأهدوا الجمهور الكروي درسا آخر في كرة القدم محوره اللعب الجماعي والمتعة والفرجة. إلا أن الانتصار في مباراة الأمس علاوة على أهميته في الحفاظ على الامتياز الطفيف في السباق نحو اللقب، كشف لدى مدرب الفريق كوارديولا وطاقمه التقني عن معطيات جديدة ولو أنها جاءت متأخرة بعض الشيء: فإقحام اللاعب بوجان إلى جانب بيدودرو كعنصر أساس في الفريق منذ البداية أعطى ديناميكية واضحة وفعالة لهجوم البارصا الذي يعتمد على السرعة والدقة في التحركات، وهو ما افتقده الفريق خلال الأسابيع الأخيرة عندما فضل المدرب كوارديولا وضع اللاعب السويدي زلاطان إبراهيموفيتش في قلب الهجوم، متحديا بذلك انتقادات الصحافة لهذا اللاعب ومردوديته داخل الفريق. والمعطى الثاني هو ضرورة حضور تشافي في وسط الميدان، فقد استطاع بفعل تمريراته الحاسمة وقدرته الهائلة على تنظيم الفريق إضافة إلى تسجيل الهدف الثاني من ضربة حرة رائعة وإهداء هدف ثالث لميسي، تبديد كافة الشكوك حول لعب الفريق وقدرته على التهديف وإرعاب دفاع الخصم. كاد الجميع عما قريب ربط فريق البارصا وتفوقه بوجود اللاعب الأرجنتيني ميسي ومدا استعداده في المباراة على ترجيح كفة الفريق الكطلاني في جل المباريات، إلا أن مباراة فيلاريال كشفت على أن فريق البارصا فريق متكامل ويشكل عناصره من حارس المرمى إلى الهجوم مرورا بالدفاع ووسط الميدان سلسلة لا يمكن أن تسقط منها أية حلقة، وما أن تكتمل هذه السلسلة يصبح الفريق من الصعب مجابهته في اللعب فما بالك بالانتصار عليه.