ثأرت ألمانيا لخسارتها أمام الجزائر قبل 32 عاما، وردت لها الدين عندما هزمتها بصعوبة بالغة 2-1 بعد التمديد وأخرجتها من الدور الثاني لمونديال البرازيل، مساء اليوم الاثنين في بورتو اليغري. وانتظرت ألمانيا حتى مطلع الشوط الإضافي الأول لتسجل هدف الإنقاذ عبر لاعب الوسط البديل أندري شورلي، ثم الحسم لأوزيل، قبل أن تقلص الجزائر الفارق في الدقيقة 120، بعد مباراة مثيرة حصلت فيها الجزائر على أفضلية في الشوط الأول وألمانيا في الثاني من دون الوصول إلى الشباك في الوقت الأصلي. وكانت موقعة "استاديو بيرا ريو" من نوادر المباريات التي يبحث فيها كل طرف عن ثأر تاريخي من الآخر، فصحيح أن ألمانيا أحرزت لقب بطولة العالم ثلاث مرات، وحلت أربع مرات وصيفة وفي المركز الثالث، إلا أن واحدة من أقوى المفاجآت التي تعرضت إليها في تاريخ مشاركاتها كانت سقوطها أمام الجزائر في مونديال إسبانيا 1982. أما الجزائر فأرادت أيضا الثأر من تداعيات الواقعة عينها، فبعد هدفي رابح ماجر ولخضر بلومي في 16 يونيو 1982، في مدينة خيخون في الجولة الأولى من الدور الأول عندما تغلبت على ألمانيا الغربية ونجومها كارل هاينتس رومينيغه وبول برايتنر وفليكس ماغاث، حاكت الأخيرة مؤامرة مع النمسا، وكانت النتيجة الوحيدة التي تقضي على أمال الجزائريين. وهذا أول فوز تحققه ألمانيا على الجزائر في ثلاث مباريات، ففضلا عن المباراة الشهيرة في مونديال 1982، التقى الفريقان وديا عام 1964 وعندها فازت الجزائر بهدفين نظيفين. ولم يكن تأهل الجزائر إلى الدور الثاني في المونديال الحالي متوقعا، برغم غياب المنتخبات الكبرى عن مجموعتها، لكنها وجهت إنذارا شديد اللهجة منذ بداية مشوارها، فتقدمت على بلجيكا حتى الدقيقة 70 قبل أن تنحني 1-2، ثم أصبحت أول منتخب عربي وأفريقي يسجل 4 اهداف بفوزها الكبير على كوريا الجنوبية (4-2). وبهذا الفوز ضربت ألمانيا موعدا في ربع النهائي مع فرنسا التي سقطت أمامها مرتين في نصف نهائي 1982 في مباراة مشهودة في إسبانيا و1986 في المكسيك، وأنذاك خسرت النهائي مرتين أمام ايطاليا والأرجنتين على التوالي.