الصورة من قبيلة اداوسملال جماعة تيزغران دائرة أنزي إقليمتيزنيت حادثة من نوع أخر. إمرأة مسنة تنحدر من دوار إدوعبل جماعة إداكاكمار. أصيبت بإغماء والتجأت الساكنة بنقلها الى المستشفى المركزي لإداوسملال ودلك باتصالهم بسيارت الأسعاف لأنقاد مايمكن أنقاده لكن نتفاجئ برد أحد المسؤولين يقول بأن سيارة الإسعاف غير حاضرة . تم نقل تلك عبر بيكوب totyota لكن عند وصولهم الى المستشفى تفاجئنا بوجود سيارة الإسعاف. صحيح أن جميع القطاعات الحيوية ، من صحة و تعليم و بنيات أساسية و غيرها ، ذات الصلة المباشرة و غير المباشرة بحياة المواطن بإداكوكمار تعاني الكثير من الإختلالات الوظيفية و لا تستجيب خدماتها ، في أحسن الاحوال ، للحد الأدنى من متطلبات الساكنة ، لكن يبقى قطاع الصحة ، رغم كل ما يكتسيه من حساسية و أهمية ، هوالعضو الأكثر تورما والأكثر تعفنا في جسد الجماعة العليل. و إذا حاولنا أن نفهم ماذا يعنيه ذلك بالنسبة لأكثر من 8000 نسمة ، يعيش السواد الأعظم منها تحت عتبة الفقر و معرضة في كل لحطة و حين لشتى أنواع الأمراض و التسممات نظرا لطبيعة المنطقة وأنماط العيش فيها التي لا تتوفر فيها أبسط شروط السلامة الصحية ، و يتطلب منها إدراك المركز الصحي الجماعي الوحيد بتفرميت قرب مقر الجماعة القروية قضاء ساعات طويلة من الزمان عبر مسالك وعرة وغير معبدة في الغالب ، أما عند الحالات الخطيرة التي تستدعي التدخل الطبي العاجل، فان الوصول الى المستشفى الاقليمي بتزنيت ، الذي أضحى الولوج اليه هذه الأيام أشبه بمغامرة محفوفة بالمخاطر، يستغرق رحلة الشتاء و الصيف ، فإننا نخلص اذن وبكل بساطة الى حقيقة أن قطاع الصحة باداكوكمار يشكل استثناءاً بكل المقاييس ، و أن السياسات المتعاقبة لمندوبية وزارة الصحة بهذا الخصوص يمكن أن تفسر على أنها إجراء عقابي ممنهج ، ضد هذه المنطقة بالضبط ، بقدر ما هي عجز عن تحيين الخريطة الصحية المعتمدة حاليا و توفير المناصب المالية الضرورية كما يتحجج بذلك مسؤولو المندوبية الإقليمية . قد يقول قائل بأن في هذا الكلام الكثير من التهويل و المبالغة و حتى الإجحاف في حق القائمين على الشأن الصحي بالإقليم و الشأن المحلي بالجماعة ، و قد يعقب آخر بأن هناك دوافع ما غير موضوعية تحرك حماسة كاتب المقال. لكن بالمقابل لا شيء من هذا و لا من ذاك. بحيث يكفي أن نبسط المعطيات التالية لتكتمل أبعاد الوضع الثلاثية و تتضح الصورة أكثر