واستهلت الصحيفة حديثها بتلميحات "شراء" المونديال التي سرعان ما تم تداولها في الإعلام وداخل أروقة الفيفا عقب فوز قطر بشرف تنظيم المونديال في كانون أول/ ديسمبر عام 2010، متفوقةً على أميركا، اليابان، كوريا الجنوبية واستراليا. ثم مضت الصحيفة تقول إن عرض قطر التاريخي انطوي على عدة أشياء منها إنشاء ملاعب مكيفة، إنفاق مليارات الدولارات على الأمور الخاصة بتحسين البنية التحتية، وكذلك التعاقد مدفوع الأجر مع النجم الكبير زين الدين زيدان للترويج لملف قطر. ورغم ذلك، بدأت تظهر مؤشرات الآن على أن الدوحة ربما ليست راغبة أو قادرة على تحمل النفقات الخاصة باستضافة البطولة العالمية كما كان مرتباً للأمر من البداية. وكان غانم الكواري، مدير إدارة المنشآت الرياضية في اللجنة المنظمة للمونديال، قد كشف مؤخراً عن أنهم سيقوموا بتطوير 8 ملاعب فقط، على عكس ما أعلن عنه من قبل، حيث كان من المفترض إنشاء 12 ملعباً لاستضافة كل مباريات البطولة. وذكرت الصحيفة هنا أنه من المتوقع أن تستضيف البرازيل المونديال خلال الصيف المقبل على 12 ملعباً، في حين سبق لجنوب افريقيا أن استعانت ب 10 ملاعب عام 2010، وكانت آخر مرة أقيمت فيها البطولة على 8 ملاعب أو أقل في الأرجنتين عام 1978. وقال في هذا السياق جون سفاكياناكيس، كبير مخططي الاستثمار لدى شركة MASIC الاستثمارية في العاصمة السعودية الرياض، إن قرار قطر الخاص بخفض عدد ملاعب المونديال نابع من رغبتها في خفض التكاليف عقب تقييمها للمتطلبات الحقيقية على أرض الواقع. وتابع في إطار التصريحات التي أدلى بها في هذا الشأن لوكالة بلومبيرغ بقوله :" ومن الجيد دوماً القيام بعمليات لازمة لخفض التكاليف وإجراء مراجعات للنفقات الرأسمالية بالنسبة لمثل هذه المشروعات الضخمة". ولم تغفل هفنغتون بوست الإشارة أيضاً للجدل الذي أثير بخصوص إمكانية إقامة مونديال قطر في الشتاء بدلاً من الصيف حيث درجة الحرارة المرتفعة هناك في مثل هذا التوقيت من العام. وكذلك ما يتردد خلال الآونة الأخيرة بخصوص خرق قطر لحقوق الإنسان بالنسبة للعمالة التي تشارك في بناء مرافق المونديال، بالإضافة لاتهامات الفساد والرشي، التي قيل إنها ساهمت في منح شرف تنظيم البطولة للدوحة.