"عمو لا تقص البيجاما، لأنها جديدة "، جملة انتشرت على قنوات التواصل الاجتماعي انتشار النار في الهشيم.. هذه الجملة قالتها فتاة سورية لا يتجاوز عمرها ال10 سنوات، نسيت ألمها ولم تنتبه للدماء التي غطت وجهها جراء إصابتها بشضايا البراميل المتفجرة التي تلقيها قوات بشار الأسد على المدنيين بحلب، لتتذكر أن "البيجاما" جديدة، ولتصرخ باكية عندما حاول الطبيب أن يقصها ليرى الإصابة في رجل الطفلة. تفاصيل إنسانية وجمل طفولية تخرج عفوية من أولئك الأطفال الذين لم يموتوا تحت قصف نظام الأسد، فحملوا ذاكرة مليئة بالعنف، لتبقى ألعابهم أو "بيجاما" جديدة هي أغلى ما يملكون بعد أن صارت بيوتهم أثراً وأطلالاً. ولم تنسى الطفلة السورية الدعاء على بشار الأسد بالدمار كما دمر حياتها. فيديوهات معاناة سورية منتشرة على "يوتيوب" و"فيسبوك"، تقتحم المواقع والصفحات، طفل من مخيم اليرموك وآخر من حلب، أطفال جائعون يوشكون على الموت، تمر الفيديوهات أمام الجالس وراء شاشة الكمبيوتر، الكثيرون يفضلون ألا يفتحوها لكيلا يقعوا فريسة الحزن أو القهر، ولكن تبقى الفيديوهات السورية تسيطر ببعض اللقطات المغرقة في إنسانيتها.