أبرزت دراسة أنجزتها مجموعة التفكير الأمريكية (واشنطن إنستيتيوت فور نير إيست بوليسي)، أن التزام المغرب والدعم الذي قدمته المملكة المغربية لمالي منذ اللحظة الأولى يعتبر "أفضل فرصة لاجتثاث التطرف من هذا البلد الواقع بمنطقة الساحل". وأشار مركز الدراسات، الذي يوجد مقره بواشنطن، أن جلالة الملك، الذي يتمتع بشرعية عريقة، وبصفته أميرا للمؤمنين، يمثل رمزا للاعتدال والإصلاح بالمنطقة، عبر عدة مبادرات همت على الخصوص إصلاح الحقل الديني، وإرسال أئمة إلى المدن الأوروبية من أجل تأطير الجالية المغربية بما يتماشى مع قيم ومبادئ الوسطية والاعتدال في كل شيء". وأضاف صاحب الدراسة، فيش ساكتيفل، أن هذه الدينامية الحميدة طالت الطلبة الماليين، الذين استفادوا من منح للدراسة بالجامعات المغربية، معتبرا أن هذه المقاربة "ترمي إلى محاربة الإيديولوجيات المتشددة وتشجيع قيم التسامح إزاء غير المسلمين، مع فتح باب التعليم الجامعي في عدة تخصصات بدءا بالتاريخ إلى الجغرافيا، مرورا بالشؤون الحكومية وحقوق الإنسان". وأبرز أن "المغرب يطمح إلى نقل هذه الرؤية وضمان استفادة مالي من قوة تكريس إسلام يحمل طابع الاعتدال عبر المنطقة"، مذكرا بأن المملكة التزمت في شتنبر 2013 بتكوين ما لا يقل عن 500 إمام مالي بالمغرب، تريد الرباط وباماكو "من خلالهم تشييد حصن ضد التطرف الديني". وفي هذا الصدد، أشار إلى أن "مالي في حاجة، على الأمد البعيد، إلى الاستقرار والتقدم وهو ما يتطلب شريكا (المغرب) يتفهم ثقافة البلد وهويته الدينية، وله القدرة على بث دينامية جديدة في المجتمع". وخلصت الدراسة إلى أن "التزام المغرب إزاء مالي يشكل بالفعل أفضل فرصة من أجل اجتثاث التطرف من هذا البلد الواقع في منطقة الساحل".