رفضت إحدى محاكم القاهرة في جلستها المنعقدة اليوم الأربعاء، دعوى الاستشكال المرفوعة من "الإخوان المسلمين"، لوقف تنفيذ الحكم السابق صدوره والذي قضى بحظر أنشطة الجماعة والجمعية التابعة لها. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية (أ ش أ) ان هذا الحكم صدر من محكمة الأمور العاجلة بالقاهرة، والتي أمرت بالاستمرار في تنفيذ حكم الحظر على جماعة الإخوان المسلمين. وكانت اللجنة القانونية بالإخوان المسلمين قد قدمت استشكالا لوقف تنفيذ الحكم لحين إقامة استئناف والفصل في موضوع القضية، غير أن المحكمة بجلسة اليوم رفضت الاستشكال. يشار إلى أن الحكم الصادر من محكمة الأمور العاجلة كان قد صدر في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وتضمن حظر أنشطة تنظيم الإخوان المسلمين فى مصر، وجماعة الإخوان المسلمين المنبثقة عنه، وجمعية الإخوان المسلمين وأي مؤسسة متفرعة منها أو تابعة اليها أو منشأة بأموالها أو تتلقى منها دعما أو أي نوع من أنواع الدعم. كما قضت المحكمة وقتها بالتحفظ على أموال الإخوان المسلمين العقارية والسائلة والمنقولة، على أن يتم تشكيل لجنة مستقلة من مجلس الوزراء لإدارة الأموال والعقارات والمنقولات المتحفظ عليها ماليا وإداريا وقانونيا، لحين صدور أحكام قضائية بشأن ما نسب إلى الجماعة وأعضائها من اتهامات جنائية متعلقة بالأمن القومي وتكدير الأمن والسلم العام. وكان وزير العدل المصري عادل عبد الحميد قد سبق وأصدر قرارا بتعيين مساعد أول وزير العدل عزت خميس رئيسا للجنة إدارة أصول وأملاك جماعة وجمعية الإخوان المسلمين، على ضوء ذلك الحكم. وسبق وأن قالت المحكمة في حيثيات حكمها الصادر في سبتمبر/أيلول الماضي إن جماعة الإخوان المسلمين قد "اتخذت من الإسلام الحنيف ستارا لها ولأنشطتها المنافية لصحيح الإسلام والمخالفة لأحكام القانون، واجترأت على حقوق المواطنين وأهدرتها، وافتقد المواطنون في ظل توليها للحكم لأبسط حقوقهم في العدالة الاجتماعية والأمن والطمأنينة". ومن المعروف أن حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، كان اكبر فائز في أول انتخابات تشريعية أجريت في مصر بعد ثورة يناير/كانون ثان 2011 التي أطاحت بمحمد حسني مبارك من رئاسة البلاد. وخلال العام الماضي فاز مرشح الحزب محمد مرسي برئاسة مصر، ولكن تم عزله في الثالث من يوليو/تموز الماضي، بعد مظاهرات شعبية حاشدة ضد حكمه. وتعيش البلاد في حالة طواريء منذ منتصف أغسطس/آب الماضي، ويفرض حظر التجوال في معظم محافظاتها، عقب مقتل المئات في أحداث فض اعتصامي الإسلاميين بساحة رابعة العدوية وميدان النهضة بالقاهرة والجيزة، وما تلاهما من أحداث عنف بمختلف المحافظات. يذكر أن جماعة الإخوان المسلمين تأسست عام 1928 على يد الشيخ حسن البنا، وقام الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر بحظرها عام 1954 ولكنها باتت جماعة شرعية بعد ثورة 2011.