تصوير: محمد بابا حيدة في رسالة، هي الأولى التي يوجهها قيادي في حزب العدالة والتنمية، عبر شبكة التواصل الاجتماعي إلى أمين عام الحزب ورئيس الحكومة، انتقد خالد رحموني عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، طريقة رئيس الحكومة عبد الاله بن كيران في اختيار مستشاريه، ودعاه فيها إلى سرعة في الأداء وشفافية في الإنجاز. وقال خالد رحموني، في الرسالة التي اطلعت عليها"اندلس بريس" إن هنالك مبدأ في علم القيادة والتدبير والإدارة يؤكد أن القائد والمدير الناجح هو الذي يبرع في اختيار مستشاريه ومعاونيه، ويساعدهم بالتفويض في المسائل المتعلقة بكل منهم على حدة. ودعا رحموني رئيس الحكومة إلى تعزيز مؤسسة رئاسة الحكومة بالكثير من الخبراء والأطر والطاقات الوطنية الكفؤة في الميادين المختلفة، والمغرب مليئ بالإمكانيات والموارد البشرية الهائلة التي تستطيع أن تساهم معك في وفاق لتدبير الإصلاح العميق والمستمر للبلد، فليستمر الاختيار - كما هو المعهود فيكم- على أساس الكفاءة والوطنية لا غير. وشدد رحموني الذي يعد من القيادت الشابة في الحزب، على أن هناك أخطاء رافقت التجربة الجارية ما كان يجب أن تقع في مثل هذا الوقت من تاريخ بلدنا الحبيب. ودعا رئيس الحكومة إلى سرعة الانتهاء من تشكيل الحكومة، بحيث يكون من أولوياتها إنعاش الاقتصاد الذي كاد أن ينهار- بالنظر لعسر الظرف السياقي المضني- وبسط الأمن والأمان للوطن والمواطن في ربوع الوطن الذي افتقده الناس في هذه الفترة الحرجة من تاريخ البلد، ويجب أن تقوم بمهامك في رئاسة الحكومة للخروج من هذا المأزق الذي تسبب فيه الجميع سلطة عميقة ومعارضة مؤسساتية وشارعية. وتابع ناصحا بن كيران، من اجل تفادي السيناروهات الأسوأ على المغرب، عليك بإجراء حوار جاد وشفاف مع كل قوى ورموز المعارضة والمثقفين وأصحاب الرأي والمفكرين من المشهود لهم بالوطنية وهم كثير، دون استثناء لأحد أو إبعاد لفصيل، وطرح كل المشاكل على الطاولة دون وجل أو خوف من العواقب. وسجل أن الذي شارك في العملية السياسية برمتها ومن لم يشارك سياسيا فيها، إنما هو موضوعيا يوجد في مورد من يشارك –حكما -في دينامية البناء الديمقراطي قطعا، ويتحمل المسؤولية معك-مسؤولية سفينة الوطن- لأنها ثقيلة ولا يستطيع حزب أو مجموعة سياسية حتى لو بحجم حزب العدالة والتنمية وحلفائه الطبيعيين والسياسيين ولا كل الإسلاميين المعتدلين الإصلاحيين أن يتحمّل الأمور لوحدهم، فالتركة ثقيلة ومهلهلة ومكلفة. واقترح رحموني على رئيس الحكومة الاقتراب من الشعب أكثر بالقرارات والإجراءات الملموسة، لأن قطاعات عريضة من هذا الشعب يشعر الآن أنك فصلت نفسك عنه، عبر متخاطبه بتلقائية وتشرح له الموقف الذي تمر به البلاد في هذه المرحلة العصيبة من تطور المسألة الديمقراطية والإصلاحية في عالمنا العربي. وطالبه بتوضيح الخطة التي يجب أن تسير عليها في المرحلة الحالية والقريبة، من خلال قرارات يلمسها المواطن البسيط وتشعره بالاستقرار المعيشي والأمني والاجتماعي، وحينها سوف يُقدّر لك الشعب هذا الصنيع، ويصبر بعض الوقت إذا شعر أنك مهموم به وتسعى لحل مشاكله وهمومه. وشدد على ضرورة قياة رئيس الحكومة بإعلان الحرب على بنيات ومركبات الفساد و تلاحق كبار المفسدين المستبدين الذين يخرّبون في مؤسسات الدولة والمجتمع ولا يصلحون، والأخذ على يديهم بكل حسم وفي إطار القانون وبالذكاء المطلوب والمعهود في فريقكم المناضل، واستخدام كافة الوسائل القانونية لمجابهة كل من يُدعِم نهج التخريب للبلاد والنهب للعباد، مع إعطاء الأولوية للفئات الشعبية المسحوقة والبسيطة الأكثر هشاشة من الفقراء والمهمشين، وإعادة إطلاق عجلة التنمية الشاملة للبلاد المتعطلة منذ سنوات. وناشده الاستفادة من طاقة البناء والفداء لدى الشباب في كل المجالات، فالشباب هم مصدر الانطلاقة للنهوض من جديد للبلد، وبناء الحضارة لها، وصناعة الآمال العريضة في امكانية انبعاثها، وعز الأوطان، فهم يملكون طاقات هائلة لا يمكن وصفها، وبالسهو عنها وإهمالها يكون الانطلاق بطيئًا، والبناء هشًا، والصناعة بائدة، والمذلة واضحة، والتطلع المنشود هو اكتشاف الطاقات للشباب.