نحو مائة وعشرين قتيلا سقطوا حتى الان في سوريا في غضون عامين في حرب قذرة يشنها نظام بشار الاسد ومعاونوه على الشعب السوري الذي تحول ملايين منه الى مشردين بعد تدمير النظام كل اسباب الحياة في وطنهم..سوريا الان لم تعد سوى اطلال خربة في وقت يستجدي فيه البعض مساعدة من جهات ضالعة في المؤامرة الكبرى وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالامريكية... صحيح ان البيت الابيض صدع رؤوسنا بدعوة بشار الاسد الى التنحي وبالحديث عن خطوط حمراء،وكأن عشرات الالاف من القتلى وملايين المفقودين والمعتقلين والمصابين والمشردين خطوط خضراء ..وصحيح ان واشنطن تتظاهرامام كاميرات الاعلام بوقوفها ضد روسياوايران ازاء هذه الازمة ..لكن في حقيقة الامر ،واشنطن ليست سوى لاعب شرير خلف الكواليس لقتل الشعب السوري واضعاف سوريا الوطن (وليس اساقط النظام) لصالح امن كيان الاحتلال الاسرائيلي.. وماخفي اعظم! مؤخرا، نشر الكاتب البريطاني "فيل ساندز" تقريرا حول أجواء التوتر التي شابت اجتماعا سريا بين ضباط سوريين منشقين مع مسؤولين بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ..ونقل الكاتب عن بعض هؤلاء الضباط كيف انهم أعدوا قائمة بالأسلحة والذخيرة وأدوات الاتصال التي تتطلبها عملية إحكام السيطرة على المحافظات الجنوبية ومواجهة النظام في دمشق، لكنهم فوجئوا بأن المسؤولين الأمريكيين لم يعيروا اهتماما كبيرا لمعركة المصير! بل كان اهتمام ضباط الاستخبارات الأمريكية منصبا على جمع معلومات عن الكتائب الإسلامية التي صنفت على أنها "متشددة"، وعن أعداد مقاتليها وأماكن تواجدها، ولم يلتفتوا إلى ما أتى السوريون لمناقشته. ونقل الكاتب البريطاني عن أحد الضباط السوريين قوله: إن الاجتماع انحرف عن موضوعه بصورة مفاجئة عندما عرض الأمريكيون خططا لشن ضربات جوية بطائرات دون طيار ضد مواقع للكتائب "المتطرفة" في سوريا، ثم سألوا الوفد السوري عن مدى استعدادهم لتوفير معلومات تساعد على تحديد الشخصيات القيادية والمواقع التي سيستهدفها قسم العمليات الخاصة، وعن إمكانية المساهمة في تلك العمليات ميدانيا، وأردف رئيس الوفد الأمريكي قائلا: "يمكننا تدريب ثلاثين من رجالكم كل شهر لمساعدتنا في قتال الكتائب المتطرفة"! ويذكر الضابط السوري أن لسانه قد انعقد من الدهشة إثر ذلك العرض الغريب، ثم تدارك نفسه قائلا: "لكن اهتمامنا ينصب في الفترة الحالية على توحيد صفوفنا للقضاء على نظام الأسد"! فأجابه الضابط الأمريكي: "لن أكذب عليك؛ إننا نتجه في الوقت الحالي لقتال الكتائب المتشددة والقضاء عليها، ويمكننا بعد ذلك أن نتحدث عن محاربة جيش الأسد، يتعين علينا تصفية هذه العناصر المتطرفة، وسنقوم بالعمل منفردين إن لم تساعدونا في هذه المهمة"! احد الضباط السوريين المنشقين قال للكاتب فيل ساندز : "بات واضحا لدينا أن حكومات الغرب لا تخوض المعركة التي نخوضها نحن؛ السوريون يقاتلون من أجل نيل حريتهم، بينما تريد الدول الغربية منا أن نقاتل بعضنا، ولا تكترث بسفك المزيد من دماء السوريين". اذاً ، هذه حقيقة ما تبيته الولاياتالمتحدةالامريكية للثورة السورية..اما الزعم بانها ضد نظام الاسد او ايران ومن صار في فلكهما فهي دعاية انطلت على كثير من العرب بمن فيهم بعض السوريين..واعتقد ان استقالة الشيخ معاذ الخطيب من رئاسة الائتلاف السوري المعارض تاتي بعد ان ادرك ابعاد المؤامرة الغربية المبنية على الوعود الكاذبة والتسويف بينما هي تحفر خنادق امام الشعب السوري وتطيل في عمر النظام القمعي حتى يضعف كل طرف الطرف الخر وتنهار سوريا ..ثم تاتي العروض باعادة الاعمار كما حدث في العراق.. اكذوبة "اصدقاء سوريا" !! مجموعة اصدقاء سوريا ..تشكلت بعد اقل من سنة على انطلاق الثورة السورية وضمت دولا عربية وغير عربية وبعض المنظمات ل"مساعدة" الشعب السوري في محنته..لكن للاسف كانت تلك اكبر اكذوبة علق عليها الشعب السوري امالا لم ولن تتحقق.. فمع اشتداد وطأة القصف المكثف على مدينة القصيرقبل انسحاب الثوار منها ، ومعاناة نحو 40 ألف مدني محاصر في المدنية، لم يحضر مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" في الاردن في الاسبوع الاخير من شهرمايو الفائت سوى 11 دولة من أصل 80 دولة "صديقة" شاركت في المؤتمر السابق بتونس، ولم يخرج المجتمعون بأية نتائج حاسمة، اللهم الكلام الانشائي المكرر عن ضرورة تنحي الاسد..في غضون ذلك حمل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تقريرا أعده فريق من الأطباء الأتراك الذين عالجوا ضحايا القصف بالأسلحة الكيميائية الى واشنطن كدليل على خرق النظام السوري "للخط الاحمر" الذي رسمه البيت الابيض . إلا أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اختار التعامي عن هذه المعلومات مؤكدا للمرة الثانية أنه لا يمتلك أدلة دامغة حول استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية.. ثم طلعت واشنطن بعد سقوط القصير (بعد اعطاء فرصة للنظام كي يقوم من جديد) فاعلنت عن استخدامه غاز السارين..انها لعبة وسخة تلعبها واشنطن ودول الغرب لتحطيم قوة سوريا وربما تقسيمها بين اقلية قليلة علوية و اغلبية ساحقة سنية .. في المقابل غاب اي دور عربي ، كالعادة ، لدعم الثورة ..بل ان انظمة كالنظام الجزائري(وقف ضد كل الثورات العربية) والنظام العراقي (الطائفي المخترق من ايران) والنظام اللبناني (الفاقد للسيادة والسيطرة) والنظام السوداني (الطامع في المعونات الايرانية) والنظام الاردني (الخائف على مصالحه الاقليمية)..هذه الانظمة وغيرها ما زالت تحابي نظام الاسد ومعاونيه من طهران حتى الضاحية الجنوبية.. اما البقية فهي اما متفرجة وتنتظر الاشارة الامريكية او انها تُسمِع الاخرين جعجعة دون طحين..