في جو رياضي ساده السلم والمحبة ، وتحت يقظة احترازية أمنية وتنظيمية ، اختتمت آخر الأسبوع ، فعاليات الدورة الثامنة لترياثلون العرائش / إلى الشمال المغربي ، التظاهرة المتسامقة التي تكبر عاما بعد آخر ، بمشاركة عدد من الأبطال الهوات والمحترفين ، الذين ينزلون ضيوفا مكرمين على مدينة مزارة البركة " لالة منانة المصباحية " . ونظرا لقربهم من أجواء المدينة التي لا يفصلها عن بلدهم سوى بضع موجات من مياه البحر الأبيض المتوسط ، وما لهم من ذكريات جتماعية وتاريخ مشترك مع سكان العرائش ، استطاع الأبطال والبطلات الأسبانيون أن يسيطروا على الترياثلون وسباقاته الثلاثية ؛ ماراثون ، سباحة ، دراجة هوائية ، لدرجة أن لا أحد استطاع منازلتهم على مقدمة السباق سوى أبطال وبطلات من فرنسا وبريطانيا . وجزاء لمجهودهم الرياضي المتميز ، ونفسهم الطويل المتحمل للإجهاد ، وقف على منصة التتويج الفائز بالجائزة الأولى الإسباني جيزوس غومار ومواطنه الظافر بالجائزة الثانية فيسونت هيمانديز ، في حين فاز الفرنسي أوريلين ليسكور بالجائزة الثالثة . وفي صنف النساء استطاعت الفرنسية ؛ جولي نيفوا ، السيطرة على السباق ، لدرجة أنها لم تبرحه حتى فوزها بخط الوصول ، تاركة للإسبانية عيدا فلينو الرتبة الثانية وللبريطانية متتالي ميلن الصف الثالث . ونظرا لكون رياضة الترياثلون من الرياضات الجديدة على الثقافة الرياضية في المملكة المغربية ، فإن حظ فوز المشاركين فيها من الأبطال المغاربة كان ضعيفا ، رغم عدد المشاركين الذي وصل إلى 74 مشاركا ، ضمنهم 3 نساء ، لكن " من جرب تعلم " ؛ على حد تعبير مشارك مغربي المشاركين في التظاهرة الدولية ، الذي عبر عن سعادته لكونه يشارك لأول مرة في تظاهرة دولية ، ومع أبطال دوليين " لهم قصب السبق " في الاحتراف الرياضي ؛ على حد تعبيره . وفي تصريح لرئيس جمعية " ترياثلون العرائش " ؛ عبد المجيد الجباري ، فإن التظاهرة الرياضية الدولية حققت مبتغاها المقصود وهدفها المرسوم ؛ وهو إعطاء مدينة العرائش ، على الأقل مرة كل عام فرصة للتعريف بمكوناتها السوسيو-ثقافية والاقتصادية على المستويين الوطني والدولي . وأضاف الجباري في تصريح ل" شبكة أندلس الإخبارية " أن الدورة الثامنة للألعاب الثلاثية أضحى محطة أساسية في برنامج الاتحاد الدولي، بالنظر إلى المستوى العالي للمشاركين ومطاف السباق الذي يستجيب للمعايير الدولية ، مشيرا إلى أن الجمعية اتخذت جميع التدابير اللوجيستيكية لضمان نجاح الدورة . وأبرز الجباري أن اللتظاهرة الدولية لمدينة العرائش ساهمت ، ومنذ انطلاق دورته الأولى سنة 2004 في تطوير رياضة الترياثلون ، الذي يشمل مسابقات في السباحة (750م)٬ وسباق الدراجات (20 كلم) والعدو (5 كلم) ، بشمال إفريقيا . وعرفت دورة ترياثلون هذا العام مشاركة ما يناهز 150 رياضيا ورياضية ضمنهم 54 محترفا وحوالي 100 هواة ، الأجانب منهم يمثلون بلدان إسبانياوفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وهولندا والمكسيك والسويد والنمسا وإيطاليا وسويسرا وبلجيكا والمغرب البلد الضيف . وعلى غرار الدورات السابقة ، تضمن برنامج التظاهرة الرياضية الدولية جولة أولى لكأس إفريقيا للترياثلون المؤهلة للدورة ال31 للألعاب الأولمبية المقرر تنظيمها سنة 2016 بريو دي جانيرو بالبرازيل . ويذكر أن لقب الدورة الماضية للملتقى الدولي للألعاب الثلاثية كان قد عاد في فئة النخبة للفرنسي غريغوري روولت والإسبانية كارولينا روتيي المغربي جواد العسري والفرنسية مارين شالاي في فئة الهواة . ومن أجل الارتقاء بهذه التظاهرة ، التي أصبحت ذات طابع دولي ، تأسست لهذه الغاية جمعية العرائش للترياثلون التي تشرف على الإعداد المادي والأدبي لهذه التظاهرة بشراكة وتعاون مع الاتحاد الدولي للترياتلون والجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع والسلطات العمومية والمجالس المنتخبة ومنظمات المجتمع المدني . وفي تصرح ل" شبكة أندلس الإخبارية " قال عبد الله البقالي ، النائب البرلماني عن إقليمالعرائش ، أن التظاهرة الرياضية الدولية للترياثلون ، تعتبر بوابة أكثر انفتاحا على العالم ، التي عبرها سترى مدينة العرائش ، وترى ، مبرزة أحسن ما لديها ، وهو كثير ، من مكونات الحضارة والأصالة باعتبارها من المدن المغربية التي عاشت فيها، وتعايشت ، العديد من الثقافات وانسجمت كثير من الحضارات . مؤكدا ، البقالي ، آن التظاهرة الرياضية تعتبر فرصة لإعادة تأهيل البنيات التحتية للرياضة وأبطالها في الإقليم الذي يعتبر من أغنى الأقاليم من حيث المحبين والممارسين للفعل الرياضي في الجهة الشمالية للمملكة .