انتهى الديربي البيضاوي الذي جمع بين فريقي الوداد و الرجاء الرياضين بالتعادل الإيجابي هدف لمثله في المباراة التي جرت بينهما على أرض المركب الرياضي محمد الخامس برسم الجولة 26 من الدوري المغربي للمحترفين . المواجهة انطلقت على وقع صراع مُحتدم على مستوى وسط الميدان من خلال محاولة الطرفين لإيجاد منافذ للإنسلال إلى المناطق الدفاعية للخصم ، مسعى كان على وشك تحقيقه فريق الوداد عن طريق تصويبة جاءت من ضربة خطأ نفذها الإيفواري بوبلي أندرسون ليصدها الحارس خالد العسكري في حدود الدقيقة 6 ' ، ليعود النادي الأحمر بعدها بدقيقة واحدة فقط إلى تهديد عرين الخضر عبر تمريرة عرضية من الرواق الأيمن وجدت في طريقها متوسط الميدان سعيد فتاح الذي انبرى لها بتسديدة تألق العسكري مرة أخرى في صدها .
بداية الوداد الهجومية ، دفعت النسور الخضر إلى الإستحواذ على الكرة في الوضعية الهجومية و الضغط المتقدم في التنشيط الدفاعي الأمر الذي كاد يؤتي أكله في حدود الدقيقة 12 ' حينما استغل ياسين الصالحي ارتباكا في التمرير في المنطفة الدفاعية لأبناء بادو الزاكي ليرسل الكرة إلى معترك العمليات لكن دون أن تشكل تهديدا خطيرا في ظل يقظة الدفاع الودادي .
المنافسة الشرسة في وسط الميدان ، استمرت بين الفريقين مع مرور الدقائق إذ عملا الطرفين على خلق ممرات تكفل لهما التسرب إلى مناطق الخصم لكن دون أن يُفرز ذلك أي نتيجة في ظل التنظيم الدفاعي المُحكم و النهج التكتيكي الصارم اللذين طغا على أطوار العشرون دقيقة الأولى ، ليتواصل الإيقاع الفاتر للمباراة دون بروز أية محاولات هجومية من هذا الطرف أو ذاك .
التحفظ الهجومي الذي سيطر على معظم مجريات المواجهة ، آثر الظهير الأيمن الودادي مراد لمسن تكسيره بفاصل مهاري راوغ من خلاله لاعبين قبل أن يُعرقل على مشارف مربع العمليات ليصطاد ضربة خطأ أجاد خالد السقاط استغلالها بركن الكرة في الزاوية اليمنى لمرمى خالد العسكري الذي اكتفى بمشاهدتها و هي تداعب شباكه في الدقيقة 30 '.
افتتاح الوداد للتسجيل ، بت رغبة التعديل في نفوس لاعبي الرجاء الذين انكبوا على شن هجمات عبر تمريرات قصيرة أفرزت حصولهم على ضربة خطأ تكفل بتنفيذها المدافع بوخريص ليصوبها بعيدة عن مرمى الفريق الأحمر في الدقيقة 35' ، و مع تواتر الضغط الهجومي للرجاء حاول صانع ألعاب الوداد أندرسون استثمار هجمة مرتدة بتصويبة بعيدة المدى من وسط الميدان علت مرمى الرجاء في حدود الدقيقة 38 ' .
و خلال الدقائق الخمس الأخيرة ، تواصل الضغط الهجومي للرجاء على ضوء رغبتها في معادلة الكفة و الخروج من الشوط بأقل الأضرار مما أثمر محاولة قادها ياسين الصالحي الذي قابل تمريرة عرضية بضربة رأسية ضعيفة في الدقيقة 42 ' ، لتنتهي الجولة بتقدم فريق الوداد بهدف دون مقابل . عودة رجاوية أثمرت التعادلالشوط الثاني استهله الوداد بنفس منوال الجولة الأولى بمحاولة خطيرة كان من وراءها المدافع جمال العليوي الذي سدد كرة من داخل معترك العمليات برع الحارس العسكري في تحويلها إلى الركنية بعد دقيقة فقط من إطلاق صافرة البداية ، لتتعاقب بعد ذلك الدقائق على إيقاع ضغط هجومي رجاوي و محاولة ودادية لاحتواء الزحف الأخضر ، غير أن نهج الوداد لم يمنع حمزة بورزوق من إدلاءه بضربة رأسية احتضنها الحارس نادر المياغري بسهولة في الدقيقة 55 ' .
و مع توالي الدقائق ، تواصل المد الأخضر الذي عكس طموح النسور في تدارك التأخر و تسجيل هدف التعادل مقابل يقظة دفاعية من طرف الوداد الذي كان يقوم بين الحين و الآخر بهجمات عكسية لم تنجح في تهديد مرمى العسكري ، قبل أن تعلن قادم الدقائق عن استسلام الصمود الدفاعي للوداد حينما قام الظهير الأيمن للخضر رشيد السليماني يتمريرة عرضية نفذت إلى معترك العمليات ليُخطئ المنقاري في إبعادها مُسكنا إياها في مرمى فريقه و مُعلنا تعديل االرجاء للكفة في الدقيقة 66 ' .
بعد هدف التعادل ، ارتشف أبناء المدرب الوطني امحمد فاخر جرعات من الثقة و مضوا في بسط سيطرتهم على أطوار اللقاء بالإستحواذ على الكرة و نسج بناءات هجومية لم تُثن الوداد من زيارة المناطق الدفاعية للرجاء بهجمات مرتدة لم يحسن المحترفان بوبلي أندرسون و ليس مويتيس استغلالها في اختبار الحارس العسكري .
و في ظل دخول المقابلة للخط المُستقيم ، عادت عملية الشد و الجذب بين الرجاء الذي نهج خطة الضغط على حامل الكرة بغية شن هجمات في أسرع وقت و الوداد الذي حاول امتصاص الرغبة الرجاوية بالعمل على الإحتفاظ بالكرة و مباغتة الخصم كلما تأتت الفرصة لذلك .
و خلال الدقائق العشر الأخيرة ، صعد النادي الأخضر من لهجته الهجومية التي ترجمت تطلعه لتوقيع هدف الإنتصار ، الأمر الذي فسح المجال للوداد للإجابة ببعض الهجومات العكسية كالتي سنحت لبوبلي أندرسون الذي راوغ و سدد كرة ضعيفة احصتنها العسكري بكل سهولة في حدود الدقيقة 87 ' ، قبل أن يُجيب الرجاء بانفراد البديل محسن ياجور الذي أهدر فرصة التقدم بتسديده كرة زاحفة مرت بمحاذاة المرمى ، لتنقضي المقابلة بالتعادل الإيجابي هدف لمثله بين الطرفين .