أكدت جمعية "مغرب الثقافات"، التي تدعمها مؤسسات عمومية وازنة، أن الدورة العاشرة لمهرجان "موازين إيقاعات العالم", ستنعقد ما بين 20 و 28 مايو المقبل بالرباط، وذلك بالرغم من المعارضة الشعبية الواسعة التي تعتبر أن ملايين الدولارات التي تصرف على هذا المهرجان الغنائي كان بالأحرى استثمارها لتحسين مستوى عيش السكان، حيث أن المغرب يحتل الرتبة 114 في الترتيب الدولي للتنمية البشرية من بين 165 دولة. وقال المدير الفني للمهرجان عزيز الداكي، أمس الثلاثاء خلال ندوة صحفية، إن جميع الفنانين أكدوا حضورهم في الموعد كما أعلن عن ذلك سابقا، باستثناء المغنية نيلي فورتادو التي "اعتذرت، حسب قوله، لأسباب فنية محضة منها على الخصوص إعدادها لألبومها الجديد"، مما يعني أن أيا منهم لم يتأثر بالاحتجاجات الشعبية الداعية إلى إلغاء هذه المهرجانات الغنائية. ولن يكتفي المنظمون ببث فقرات هذا المهرجان بعد انتهاء الحفلات، بل نجحوا هذه السنة و "بخلاف الدورات السابقة في إقناع جميع النجوم بالموافقة على البث التلفزيوني المباشر لحفلاتهم"، مما اعتبروه "مكسبا مهما حيث أن معدل مشاهدة حفلات موازين يقدر ب7 ملايين مشاهد". ولم يتحدث المدير الفني عن ميزانية هذا المهرجان حيث أكد بعض المتتبعين أن مصاريف مهرجان موازين تقدر بنحو 100 مليون درهم، أو ما يعادل 10 ملايين دولار، لكن مصادر مقربة من التنظيم حصرت هذا الرقم في 62 مليون درهم ومنذ مدة والعديد من الأصوات تطالب بإلغاء هذا المهرجان الذي يعتبر الأكثر كلفة في تاريخ المهرجانات المغربية. وكانت حركة "عشرين فبراير"، التي تطالب بإصلاحات ديمقراطية في المغرب، قد وجهت رسالة إلى كل الفنانين المشاركين في مهرجان موازين 2011، تعلمهم فيها أن مشاركتهم في مثل هذه المهرجانات ستساهم في "قتل طفل في الجبل، أو حرمان أم مغربية من جنين، أو الزيادة في معاناة المرضى ونسبة الفقر والأمية... والأكثر من ذلك أنك ستساهم في دعم الفساد". وقد وجهت الحركة هذه الرسالة، التي توصلت أندلس برس بنسخة منها، إلى مختلف الفنانين الذين أكدوا مشاركتهم في مهرجان موازين لهذه السنة، لتخبرهم أن الكثير من المغاربة اليوم يناهضون هذا المهرجان، ليس لأنهم لا يحبون الفن والفنانين، بل لعدة أسباب من أهمها: - أن مبالغ مالية طائلة تصرف على هذا المهرجان في الوقت الذي ما زال فيه أطفال المغرب يموتون كل سنة كلما هبت أقل موجة برد على جبال الأطلس، والسبب غياب الطرقات ووسائل التدفئة. - مبالغ مالية طائلة تصرف على موازين في الوقت الذي لا تلقى فيه الأمهات الحاملات ما يكفي من الرعاية كي لا يفقدن الجنين الذي يحملنه في بطونهن. - مبالغ مالية طائلة تصرف، يمكنها توفير التعليم للفتيات والفتيان في العالم القروي، وبسبب فقرهم بلغ عدد الذين تخلوا منهم عن المدرسة 360 ألف هذه السنة، نعم إنه رقم خيالي.. - مبالغ مالية طائلة تصرف بجنون على الحفلات، يمكن بفضلها فتح المستشفيات وإنقاذ حياة الكثير من الفقراء. - ميزانية دورة واحدة من هذا المهرجان، كافية لاستكمال بناء "متحف الفن المعاصر" و"المعهد الوطني للرقص"، اللذان يشكلان عمادا حقيقيا للتنمية الثقافية المستدامة. - والأخطر من كل هذا أن المشرف منذ وقت طويل على المهرجان، وهو السيد منير الماجدي، رئيس جمعية مغرب الثقافات المنظمة لموازين، يمثل بالنسبة للمغاربة أحد رموز الفساد والهيمنة الاقتصادية، وأحد الأسباب الرئيسية في ابتزاز رجال الأعمال وترهيب الصحافيين..، ولهذه الأسباب رفع الآلاف من المغاربة صورته خلال الاحتجاجات التي عرفها ويعرفها المغرب مطالبين برحيله ومحاكمته. المصدر: أندلس برس