تزامنا مع الذكرى ال25 لبدء العلاقات بين إسبانيا وإسرائيل، كشف مؤرخ إسباني أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أرسل هدية لرئيس الحكومة الإسبانية آنذاك فليبي غونثالث بعد مرور 11 يوما من اعتراف مدريد بتل أبيب. هذا وقد قال خوسي انطونيو ليسبونا المؤرخ الإسباني والخبير في العلاقات الثنائية بين إسبانيا وإسرائيل، إن غونثالث تسلم بعد إعلان بلاده الاعتراف بإسرائيل ب11 يوما رسالة وهدية من عرفات. وأشار إلى أن الرسالة كانت تحتوي على رفض عرفات للقرار وتفهمه في الوقت نفسه لأسباب اتخاذ الحكومة الإسبانية له، بالإضافة إلى الهدية التي كانت ساعة ذات ماركة عالمية باهظة الثمن. لم تتمكن في البداية الحكومة الإسبانية من تفسير هذا التصرف من جانب الرئيس الفسطيني الراحل، ما دعاها إلى استشارة متخصصين في الشؤون العربية ومسؤولي بعض السفارات بالعواصم العربية، حسبما ذكر المؤرخ. وفي النهاية تم تفسير الرسالة على أن عرفات قبل الاعتراف الإسباني بإسرائيل مقابل دفاع مدريد عن القضية الفلسطينية في الإطار الأوروبي. وكانت علاقات الصداقة بين الحكومتين الإسبانية والإسرائيلية قد بدأت "رسميا" بالتوقيع على بيان في لاهاي في 17 يناير عام 1986 بعد أكثر من 40 عاما على إقامة دولة إسرائيل عام 1948. وقال ليسبونا، الذي ألف ثلاثة كتب حول العلاقات بين البلدين، إن العلاقات بدأت بشكل سري قبل ذلك الموعد بواسطة الموساد الذي كان همزة الوصل بين رئيس الحكومة الإسبانية آنذاك فيليبي غونثالث ونظيره الإسرائيلي شيمون بيريز. وأكد المؤرخ الإسباني أن العلاقات بين "الموساد وأجهزة الاستخبارات الإسبانية تعود إلى ستينيات القرن الماضي". وأوضح أن سبب تأخر الاعتراف بإسرائيل والاكتفاء بالعلاقات السرية كان بسبب خوف حكومة مدريد من رد فعل العالم العربي ضد إسبانيا، مشيرا إلى أن غونثالث كان يخشى تعرض بلاده لسلسلة عقوبات من قبل الدول العربية. وأشار الخبير إلى أن العلاقات كانت في أفضل حالاتها في تسعينيات القرن الماضي عندما عقد مؤتمر مدريد للسلام وزار العاهل الإسباني خوان كارلوس إسرائيل وتم توقيع اتفاق أوسلو في وقت بدا فيه أن النزاع بالمنطقة كما لو كان يقترب من النهاية. وأكد أن العلاقات وصلت إلى أسوء مستوياتها في عام 2006 بعد غزو إسرائيل للبنان، ثم شنها هجوما على قطاع غزة نهاية عام 2008 وبداية 2009.