عبرت إيران بشكل غير رسمي عن استيائها من تسريبات قامت بها صحيفة "إلباييس"، وهي أحد الصحف المالكة لحقوق نشر وثائق ويكيلكس، فقد قامت السلطات الإيرانية أمس بحظر الدخول إلى موقع الصحيفة الإسبانية بعد نشرها برقية دبلوماسية أمريكية سربها موقع "ويكيليكس"، تقول إن قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد جعفري اتهم الرئيس محمود أحمدي نجاد بأنه السبب وراء موجة الاحتجاجات والمظاهرات العنيفة التي شهدتها البلاد في 2009. هذا وكانت "الباييس" قد نشرت اليوم إحدى البرقيات الدبلوماسية السرية الأمريكية التي وزعها ويكيليكس، وتشير إلى أن جعفري اتهم الرئيس الإيراني بالتسبب في احتجاجات 2009 خلال جلسة عقدت في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في يناير. وأوضحت البرقية التي أرسلها السفير الأمريكي لدى أذربيجان روب جارفريتش في 11 فبراير بعد لقائه مع أحد المسئولين الإيرانيين لم يكشف عن هويته، أن أحمدي نجاد قال خلال هذا الاجتماع إن "الناس تشعر بالاختناق"، كما عول على مواجهة الاحتجاجات والسخط الاجتماعي عن طريق مزيد من التسامح ومنح شيء من الحرية للصحافة. ولكن قائد الحرس الثوري رد عليه: "أنت مخطئ، فقد كنت أنت السبب في الاحتجاجات، وعلاوة على ذلك ترى أن نمنح الصحافة شيئا من الحرية؟"، وبعدها تم تعليق الاجتماع. ويأتي هذا الجدل تعليقا على موجة الاحتجاجات والمظاهرات العنيفة التي اندلعت في إيران نتيجة إعلان فوز أحمدي نجاد بفترة ولاية ثانية بعد حصوله على الأغلبية المطلقة في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 12 يونيو/حزيران 2009 ، وهي النتيجة التي شككت المعارضة في مصداقيتها وأكدت أنها "مزورة". كما حظرت إيران الدخول إلى المواقع الأخرى التي تناقلت النبأ عن "الباييس"، في حين لم تعقب وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية على هذا النبأ حيث لم يتم تأكيده أو نفيه حتى الآن. ويرى الدبلوماسيون الأمريكيون في أذربيجان أن هذه الانتخابات كانت "علامة فارقة أثرت على مصداقية المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي".