مازالت معالم قصر الحمراء، قمة مآثر فن العمارة الأندلسية تعد بمزيد من صدر كتاب جديد في إسبانيا يفك رموز العبارات التي تملأ جدران قصر الحمراء وباقي المنشآت التي يضمها المعلم الأثري الشهير، يحمل عنوان "قراءة الحمراء". ألف هذا الكتاب خوسي ميغل بويرتا بيلتشيث، وهو أستاذ في تاريخ الفن بجامعة غرناطة، وقام الاثنين بتقديم الكتاب والحديث عما تضمنه من عبارات مكتوبة باللغة العربية تمت ترجمتها في كتابه إلى الإسبانية. وأوضح المؤلف أن العمل يضم العبارات التي تملأ جدارن قصر الحمراء والمباني المشيدة بداخله، مصحوبة ب900 صورة توضح تفاصيل الكتابة في مختلف أرجاء القصر. وأضاف أن العبارات تتضمن 53 قصيدة شعر بينها 13 قصيدة لم تعد واضحة المعالم، كما تتضمن آيات قرآنية وأدعية بالصحة والرفاهية والخلود، ومديح للسلاطين الذي شيدوا القصور داخل المعلم الأثري. وأشار إلى أن جملة "لا غالب إلا الله" تتكرر مئات المرات على الجدران بالرغم من أنها ليست آية من القرآن الكريم ولكن محمد الأول مؤسس دولة بني نصر بالأندلس والذي شيد قصر الحمراء ليكون حصنا للعرب، هو الذي كتبها. ويكمن الفارق بين هذا الكتاب وباقي الكتب الذي تناولت هذا الأمر في تركيز الكاتب على تقديم مقارنة بين الكتابات المنقوشة على الجدران وبين الأعمال الأدبية التي تم أخذ العبارات منها وشرحها بشكل مستفيض. وتعود بداية تشييد "قصر الحمراء" الأثري الشهير إلى القرن الثالث عشر الميلادي أثناء فترة الوجود الإسلامي في الأندلس (711 م -1492 م)، ويعد من أهم المعالم السياحية بإسبانيا، فضلا عن روعة حديقة جنة العريف الملحقة به.