رصدت صحيفة إسبانية فصلا جديدا من التفاعلات من الجانب الإسباني بخصوص التصريح الأخير لرئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني حول سبتة ومليلية المحتلتين. وكان العثماني قد أشار في التصريحات المشار إليها إلى أنّ "سبتة ومليلية جزءا من الأراضي المغربية، وأنه سيكون من الضروري فتح نقاش حول مستقبلهما مع الحكومة الإسبانية". وفي هذا الإطار أفادت صحيفة "إل إسبانيول" بأن هذا التصريح يعكس سياسة المغرب طيلة خمسة عقود للحفاظ على وحدة أراضيه وضمان احترام شركائه، خصوصا جارته الشمالية، في ما يتعلق بالزاع المفتعل حول صحرائه. وأبرزت "إل إسبانيول"، في المقال الذا أوردته بعنوان "سبتة ومليلية واستياء المغرب من إسبانيا بشأن ملف الصحراء"، أنه رغم أن إسبانيا تدعو شركاءها إلى احترام وحدة أراضيها، فقد تبنّت مؤخّرا موقفا يظهر عداءها للمغرب في ما يتعلق بوحدته الترابية. وكسرت الحكومة الإسبانية، وفق المصدر ذاته، الحياد الإيجابيَ الذي بات السّمة التي تطبع الحكومات الإسبانية تجاه المغرب منذ فترة حكم خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو. وأبرزت "إل إسبانيول" أن الموقف الإسباني لم يكن في مستوى تطلعات الرباط حين طلب منها توضيح موقفها بوضوح بشأن النزاع المفتعَل على ضوء التطورات الأخيرة. وتسبّب هذا، بحسب المنبر المذكور، في "توتّر صامت" بين المملكتين، تخلّلته تصريحات لأعضاء في حزب "فوكس" "شتموا" فيها المغرب واتّهموه ب"ابتزاز" إسبانيا. كما اتّخذت مواقف "مستفزة"، مثل ما فعلت وزيرة الشؤون الخارجية الإسبانية أرانتشا غونثاليث، مثلا، التي صرحت بأن قرار الرئيس الأمريكي (السابق) دونالد ترامب كان مفاجئا للحكومة الإسبانية وبأن حلّ النزاع حول الصحراء لا يتوقف على بلد واحد مهما كانت قوية ومؤثرة. وأفادت الصحيفة أيضا بأن مما "أجّج" الاستياء المغربي من جارته الشماية أن الأخيرة اتصلت بفريق الرّئيس الأمريكي (الحالي) جو بايدن لإقناعه ب"التراجع" عن قرار دونالد ترامب والعودة إلى التعددية. وتابعت "إل إسبانيول" أنّ موقف وزيرة خارجية إسبانيا يتناقض مع بيان الحكومة الفرنسية التي لم تعترف بصورة قاطعة بسيادة المغربية على صحراءئه لكنها تنوه بمبادرة "الحكم الذاتي" التي تقدّم بها المغرب كقاعدة أساسية للانخراط في مناقشات جادّة حول القضية المفتعَلة. ولم يُعجب التأكيد الإسباني، بحسب ما كتب سمير بنيس، الخبير في الشؤون الدولية موقع المقال التحليلي، سلطات الرباط، التي تنتظر موقفا "أكثر وضوحا" من شريكه الاقتصادي والتجاري الرئيسي. ووضّح بنيس في مقاله المنشور في "إل إسبانيول" أنّ هذا الغموض المزعج في إسبانيا تسبّب في تأجيل اجتماع رفيع المستوى بين مسؤولي البلدين في ظل الوضع الوبائي بعد تغشي لفيروس "كورونا" المستجد. ورغم أن السلطات المغربي قالت إن الاجتماع أُجّل بسبب جائحة كورونا، فإن استقبال الملك محمد السادس وفدا أمريكيا – إسرائيليا بعد خمسة أيام يوضح أنّ الجائحة لم تكن سببا "مقنعا" لتأجيل القمة. وتدلّ تصريحات سعد الدين العثماني حول سبتة ومليلية، بحسب الصحيفة، على استياء سلطات بلاده من تردّد نظيرتها الإسبانية في التعبير بوضوح واضح عن موقفها السياسي فما يتعلق بسيادة المغرب على صحرائه.