فيما يمكن اعتباره رد الفعل الرسمي للقوى المساندة للطروحات الانفصالية في إسبانيا، أدانت كافة قوى المعارضة في مجلس الشيوخ الإسباني اليوم ما وصفته ب"انتهاك المغرب لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية"، وذلك بعد اجتماعها بممثل البوليساريو بشرايا بيون، والذي قلب الأدوار وأصبح يتحدث عن استماع إسبانيا إلى "جانب واحد"، وهو ما كان يشتكي منه المغرب طيلة الأسبوع الماضي من قبل الفاعلين السياسيين والإعلاميين الإسبان. وعبرت المعارضة الإسبانية في المجلس عن "إدانتها" خلال مؤتمر صحفي عقد عقب اجتماعها في البرلمان، في غياب أعضاء حكومة رئيس الوزراء خوسيه لويس رودريغث ثاباتيرو، مع مندوب جبهة البوليساريو لدى إسبانيا، بشرايا بيون. من ناحية أخرى، اجتمع نائبا الحزب الاشتراكي الإسباني الحاكم، خوسيه كاراكاو و يوسيب ماريا دي بويج، بالإضافة إلى 11 مشرعا بقوى برلمانية أخرى مع مندوب البوليساريو، إلا أنهم فضلوا عدم المشاركة في المؤتمر الصحفي. وكانت مجموعة برلمانية قد وجهت الدعوة للاجتماع مع بوشرايا في ظل احتمالية الاتفاق على إصدار بيان إدانة للأحداث التي شهدتها العيون في الثامن من نوفمبر أثناء تفكيك مخيم جديم إزيك الاحتجاجي. وأدان ممثل البوليساريو ما اعتبرها محاولة من جانب المغرب للقيام ب"تطهير عرقي" في الصحراء وكذلك "مساعدة إسبانيا" للرباط بعدم إدانتها للأحداث. وقال بشرايا إن "تصديق الحكومة الإسبانية لرواية المغرب هو أسوأ ما يمكن فعله في الصحراويين"، في إشارة إلى ما صرح به نائب الحكومة الإسبانية الفريدو روبالكابا عقب اجتماعه الثلاثاء مع وزير الداخلية المغربي الطيب الشرقاوي بأن الرباط قدمت معلومات "شاملة" عما جرى في العيون. وانتقد بوشراية اعتماد الحكومة الإسبانية على رواية "مصدر واحد"، وعدم طلبها معلومات من ممثلي جبهة البوليساريو أو الاجتماع معهم، قائلا إن "الحكومة لا تساعد الشعب الصحراوي، أنها توفر الأكسجين للمغاربة للاستمرار في التطهير العرقي". وأدانت كافة القوى البرلمانية في مجلس الشيوخ، باستثناء الحزب الاشتراكي الحاكم "تصرف المغرب في المخيم وانتهاك حقوق الإنسان ومنع الصحفيين من دخول الصحراء الغربية لتغطية ما يحدث". وفي وقت شدد اليخاندرو مونيث، النائب بالحزب الشعبي اليميني، قطب المعارضة في إسبانيا، على "نقص المعلومات"، إلا أنه أصر على وجود "ما يكفي" لمعرفة وقوع "انتهاك خطير للحقوق الإنسانية".