أمام الارتفاع في عدد الوفيات جراء فيروس كورونا بين صفوف المسلمين في منطقة كتالونيا، شمال شرق إسبانيا، والتي يقطنها ما لا يقل عن نصف مليون مهاجر مغربي، تحركت المديرية العامة للشؤون الدينية، التابعة لوزارة العدل، حيث وجهت مذكرة للبلديات مطالبة إياها بتخصيص بقع داخل المقابر البلدية لدفن موتى المسلمين، أمام تعذر نقل الجثامين إلى المغرب بسبب إغلاق الحدود. وعلمت “شبكة أندلس الإخبارية” اليوم الأربعاء 8 أبريل 2020، أن المديرية العامة للشؤون الدينية بوزارة العدل عممت هذه المذكرة على جميع البلديات لإرشادها بخصوص دفن الأموات من أفراد الجالية الإسلامية، بعد توقعات الحكومة المحلية بمنطقة كتالونيا بزيادة الطلب على دفن أموات المسلمين في المقابر المحلية، بسبب ارتفاع الوفيات جراء فيروس كوفيد19 وغلق الحدود بين المغرب وإسبانيا لتفادي انتشار الفيروس. وأعطت وزارة العدل إرشادات ونصائح لكل البلديات بخصوص الطقوس والشعائر عند المسلمين وقت الدفن تحت الأرض وليس في التوابيث المعلقة أو إحراق الجثامين كما يفعل أتباع الأديان الأخرى. وحثت وزارة العدل كل البلديات بمنطقة كتالونيا على تقديم بدائل للجاليات المسلمة والتعاون معها وتخصيص بقع داخل المقابر البلدية لدفن موتى المسلمين، مشددة على أن للمسلمين الحق في الدفن حسب الطقوس الإسلامية داخل هذه المقابر وكذا الحق في الحصول على مقابر إسلامية. مقبرة إسلامية من 10 آلاف متر مربع بمدريد وسفيرة المغرب ترفض التحرك من جهة أخرى، علمت "شبكة أندلس الإخبارية" الجمعة 3 أبريل 2020 أن سفيرة المملكة المغربية بإسبانيا، كريمة بنيعيش، "رفضت رفضا قاطعا" استلام مشروع إنشاء مقبرة إسلامية في مدريد، حيث خصصت بلدية العاصمة الإسبانية قطعة أرضية مساحتها 10 آلاف متر مربع لإنشاء مقبرة إسلامية قد تكون الحل الأمثل لدفن موتى الجالية المغربية والإسلامية الذين قضوا جراء إصابتهم بفيروس كورونا المستجد. ووجهت فعالبات من المجتمع المدني المغربي نداء عاجلا للعاهل المغربي، الملك محمد السادس، من أجل التدخل العاجل لحل هذا المشكل، خصوصا وأن محاولاتهم المتكررة للتحاور مع السفيرة كريمة بنيعيش من أجل تدخلها لإخراج المشروع إلى النور باءت بالفشل، وقد خصصت بلدية مدريد قطعة أرضية تبلغ مساحتها 10 آلاف متر مربع في منطقة وسط العاصمة تدعى كارابانتشيل Carabanchel، وجعلتها "وقفا لإنشاء مقبرة إسلامية" بإمكانها حل معضلة دفن موتى المسلمين بسائر التراب الإسباني وليس فقط على مستو ى منطقة مدريد، إلا أن الأمر يتطلب فقط تدخل السلطات الدبلوماسية المغربية لدى عمدة المدينة، خوصي لويس مارنينيز ألمايدا، لطلب تسليم تسيير المقبرة مباشرة للمفوضية الإسلامية أو إحدى الجمعيات الإسلامية غير الربحية بدل تسليمها لشركة نقل أموات إسبانية مما يجعل تكاليف الدفن باهضة. وذكر مسؤول مقرب من المفوضية الإسلامية، فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح ل"شبكة أندلس الإخبارية"، "أن تدخل السلطات الدبلوماسية المغربية ضروري لإطلاق هذا المشروع في أقرب وقت ممكن، لكن سفيرة المغرب وللأسف الشديد ترفض التحدث معنا وتحيلنا إلى القنصل المغربي في مدريد و إلى بعض الموظفين الذين لا يملكون سلطة القرار في ملفات من هذا الحجم، وهذا الأمر جد مؤسف".