قال الرئيس المصري محمد مرسي في كلمته للأمه خلال حفل تنصيبه بجامعة القاهرة العريقة إن البلاد ستبدأ معه مرحلة جديدة في تاريخها يعود خلالها "الجيش المصري ليتفرغ لمهمته في الحفاظ على حدود الوطن"، متعهدا بدعم الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه والحفاظ على الأمن القومي العربي، ومطالبا في الوقت ذاته بوقف نزيف الدم في سوريا. شهدت بداية الاحتفال هتافات مناوئة للمجلس العسكري فور دخول المشير حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة والفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش المصري إلى قاعة الاحتفالات، حيث ردد بعض شباب الثورة هتاف "يسقط يسقط حكم العسكر" وهو ما دفع الكثير من الحضور للهتاف "الجيش والشعب أيد واحدة". وأعرب مرسي في بداية حديثه عن اعتذاره لطلاب بعض كليات جامعة القاهرة لتأجيل امتحاناتهم بسبب مراسم تنصيبه، بعد أن تظاهر العشرات منهم اليوم ضد هذا الإجراء. وقال مرسي: "إننا نبدأ مرحلة جديدة من تاريخ مصر نطوي بها صفحة بغيضة ونستفتح بها صفحة مضيئة.. نسطر معا بسواعد المصريين تاريخا يتصل بتاريخنا الشامخ منذ آلاف السنين". وتعهد مرسي الذي يعد أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في تاريخ مصر بأن يكون "أجيرا عند الأمة وخادما للشعب، حكما بين السلطات وراعيا للدستور والقانون". وأعرب عن أمله في أن يكون الدستور الجديد للبلاد "معبرا عن التوافق الوطني ومرسخا للدولة الوطنية الديمقراطية الدستورية الحديثة ومحافظا على هوية الأمة والمقومات الأساسية للمجتمع وحارسا للحريات العامة والخاصة". كما عبر عن ثقته في أن يكون الدستور "قائما على الحق والعدل والقانون ويحمي استقلال القضاء ومطلقا لحرية الفكر والإبداع ويحقق العدل الاجتماعي وينقل مصر إلى مصاف الدول الحديثة". وأضاف أنه "سوف يبذل كل جهده للحفاظ على الامن القومي وحماية حدود الوطن مع القوات المسلحة"، كما تعهد باستكمال مسيرة استقلال القضاء وتقوية جهاز الشرطة. ووعد مرسي بأن "تعود المؤسسات المنتخبة لآداء دورها ويعود الجيش المصري ليتفرغ لمهمته في حماية أمن وحدود الوطن والحفاظ على القوات المسلحة". وقال "إننا بحاجة ماسة إلى إزالة آثار الفوضى في كل المجالات وخاصة في المجال الاقتصادي، مؤكدا على ضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية بمفهومها الشامل ليتحقق الأمن والاستقرار للمجتمع المصري. وأضاف "أقول لمن تنتابهم هواجس من تبادل مسار الدولة المصرية.. إن الشعب اختارني من أجل مسيرة حضارة الدولة المصرية ودورها العظيم ولن يقبل الشعب ولا أريده أن يقبل بالخروج عن تلك المسيرة". وتابع "سنبني مصر القوية ونعيد تشكيل منظومة أمنها القوي بما يتفق مع قدرات مصر الصلبة والناعمة وثقلها الحقيقي في الدوائر العربية والاسلامية والافريقية والدولية". وأكد مرسي: "إننا نحمل رسالة سلام للعالم ونحمل قبلها وبعدها رسالة حق وعدل"، مجددا تأكيده على احترام مصر للمعاهدات والاتفاقيات الدولية، في إشارة ضمنية لالتزام مصر باتفاقية كامب ديفيد الموقعة مع إسرائيل عام 1979. وقال "نرعى هذه الاتفاقيات والمعاهدات الدولية"، ولكنه أكد أن "مصر تقف مع الشعب الفلسطيني حتى يحصل على كافة حقوقه المشروعة"، متعهدا بالعمل على "إتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية حتى يكون الشعب الفلسطيني صفا واحدا لاستعادة أرضه وسيادته". وأضاف مرسي أن "مصر لا تصدر الثورة ولا تتدخل في شئون الشعوب والدول، ولا تسمح في الوقت نفسه بأن يتدخل أحد في شئونها الداخلية"، معلنا تأييد القاهرة ل"الشعوب في الحصول على حريتها وان تحكم نفسها بنفسها". وأكد أن "مصر اليوم داعمة للشعب السوري"، مشددا على ضرورة وقف نزيف الدم في سوريا. وقال "نحن نريد لنزيف الدم أن يتوقف وسنبذل كل جهد لدعم ذلك في المستقبل القريب".. وتعهد بالعمل الجاد لتدعيم منظومة العمل العربي المشترك وما يتطلبه من تطوير في إطار الجامعة العربية واتفاقية الدفاع العربية المشترك والسوق العربية المشتركة. وشدد على أن "مصر في عهدها الجديد لن تقبل بأي انتهاك للأمن القومي العربي وستكون دائما في صف السلام الشامل العادل ولن تلجأ أبدا لسياسات العدوان". وتعهد مرسي في نهاية خطابه بالعمل على تشجيع الاستثمار في كل قطاعاته واستعادة السياحة لدورها ورعاية أسر ضحايا ومصابي ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك في بداية العام الماضي، والقصاص لهم. شهد الاحتفال حضور العديد من الدبلوماسيين الاجانب وأسر ضحايا ومصابي الثورة وممثلي الاحزاب والنقابات والشخصيات العامة ونواب البرلمان والقيادات الشعبية والتنفيذية والعسكرية.