بينما يقوم رئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس رودريغث ثاباتيرو بجولة أسيوية على بعد آلاف الأميال بحثا عن أسواق اقتصادية لتصريف السلع الاسبانية وفتح الباب أمام الشركات الاسبانية (بما فيها شركات "غورتيل" ومشتقاته المرتبطة بالحزب الشعبي والمتهمة بالفساد) بهدف تقوية الاقتصاد والإسراع في الخروج من الأزمة التي "قصمت" ظهر البلاد، أخذت المعارضة الاسبانية "وكعادتها في التشويه عندما يغيب رئيس البلاد" وفي مقدمتهم الحزب الشعبي بإحياء "حفل طرب" باللعب على وتر العلاقات الاسبانية المغربية نتيجة قيام "كمشتين" من الناشطين الإسبان الذين انتحلوا سمات السياحة لعرض "عضلات الصحراء والاستقلال" بهدف التشويش أولا لزيارة ثاباتيرو للأسواق الاسيوية وثانيا للتشويش على العلاقات الوثيقة بين المغرب واسبانيا والتي على ما يبدو أنها تزعج أكثر من طرف. وأمام هذه الخربطة والضجة المثارة من قبل المعارضة ووسائل الإعلام الموالية أكدت الحكومة الاسبانية على لسان كاتب الدولة للشؤون الخارجية خوان بابلو دي لا اغليسيا الذي اكد "أن حكومة بلاده تعتبر قضية الأحداث الاخيرة قضية مغلقة مشيرا إلى انه، أي اسبانيا، قبلت ووافقت على ايضاحات الحكومة المغربية بهذا الشأن. كما أكد ثاباتيرو في وقت سابق من شنغاي على ضرورة اتباع الدبلوماسية "الذكية" و "الرصينة" في التعاطي مع المغرب الذي تتقاسم اسبانيا معه "مصالح كثيرة". وطبعا وفي هذا السياق، قدم المغرب وكما أكد المتحدث باسم الحكومة المغربية، خالد الناصري، "كافة التفسيرات للحكومة الاسبانية" حول الأحداث التي وقعت يوم السبت الماضي التي وصفها "بالأحداث الاستفزازية" من قبل النشطاء الإسبان. وهذا ما أكد عليه الحزب الاشتراكي الاسباني يوم الاثنين الماضي على لسان كاتبة السياسة الدولية والتعاون في الحزب وساندت إقدام المغرب على منع الناشطين الإسبان من الاحتجاج في مدينة العيون في الصحراء عندما أكدت أن الناشطين لم يكن لديهم أذن بذلك بل كان لديهم فقط تأشيرة سياحية محددة إلى المنطقة. ومن جهة أخرى، وبينما تسعى الحكومة الاسبانية من خلال وزارة الخارجية إلى التهدئة واتباع الخط الدبلوماسي لمنع أزمة جديدة على غرار أزمة المعابر في مليلية، لجأت معظم الأحزاب السياسية ولا سيما الحزب الشعبي للمطالبة وكعادته باستخدام تعابير حربية مثل "الحزم" و "التشدد" والمطالبة بالمثول وغير ذلك من تعابيره الخاصة كما جاء على لسان مثلث "صقور" الحزب كالنائبة ثوريا سايث دي سانتا ماريا أو نائب الاتصالات بونس الذي شدد على انه "لا ينبغي لاسبانيا الذهاب إلى المغرب للاعتذار" ،أو كما صرحت "بنفس الكلام" رئيسة حكومة مدريد المحلية اسبيرنثا اغيري التي ماتزال تشيد بزيارة "المواطن الاسباني" المتعجرف خوسي اثنار إلى مليلية "إذ لولاه لما ظهرت الأحداث في مليلية" (يذكر أن الإشارة إلى اثنار في هذا السياق يأتي لذهن أي متتبع للعلاقات الاسبانية المغربية "غزوة" جزيرة ليلى). وتجدر الإشارة إلى أن المراقب للشؤون الاسبانية يستنتج أن الحزب الشعبي يقوم بكافة الأدوار إلا بدور المعارضة البناءة للحكومة سواء في علاقات اسبانيا الخارجية وخاصة مع المغرب أو على مستوى الداخل، فلا نعلم كيف ستخرج اسبانيا من الأزمة ولديها معارضة همها الوحيد الوصول إلى سدة الحكم.