الفروسية والبطولة هما السمتان الأساسيتان للعبة "ماطا" التي افتتح أمس الجمعة المهرجان الثاني لإحيائها بمدينة العرائش المغربية. لعبة انتقلت من قلب جبال أفغانستان إلى مناطق جبالة شمال المغرب بعد الزيارة التي قام بها إلى ذلك البلد الأسيوي القطب الصوفي مولاي عبد السلام بن امشيش العلمي. فقد انطلقت فعاليات الدورة الثانية لموسم ماطا بنواحي العرائش وقد حضر الإفتتاح وزير الشبيبة و الرياضة محمد أوزين و العديد من الفعاليات الجمعوية و المدنية و هيآت الإعلام، و المهرجان من تنظيم الجمعية العلمية العروسية بشراكة مع المهرجان الدولي للتنوع الثقافي التابع لليونسكو... و قد تميز الإفتتاح بعروض جمالية للعبة ماطا التي لقيت إعجابا من طرف الحاضرين، و معارض للمنتوجات التقليدية و ندوة علمية و اختتم اليوم الأول بأمسية غنائية شعبية... و للإشارة فهذا المهرجان يهدف إلى احياء هذا النوع من الثراث الذي يعتبر من التقاليد العريقة في الشمال، خاصة منطقة جبالة، حيث يكون الاحتفال والتعبير عن الفرح وإبراز الطاقات البطولية في فنون الفروسية التي يتميز بها أبناء المنطقة. تعمل النساء المكلفات بإعداد عروسة "ماطا" التي هي عبارة عن دمية صنعت من القصب ، على اختيار شاب له مواصفات محددة ،كأن يكون صاحب فرس قوي وسريع ، فتمنحهن العروسة "القصبية" وتحذرهن من أن تضيع منه أو تسقط في يد القبائل الأخرى المنافسة. وتنطلق سربات الخيول الخاصة بشباب القرية موحدة على مسافة معينة وعند الوصول إلى ميدان اللعب تبدأ عملية توزيع الأدوار وتحضر مجموعات من قبائل أخرى تتصارع من أجل الحصول على عروسة "ماطا"، ومن خلال هذا الجو الاحتفالي تعيد قبائل بني عروس تقليدا قديما من تراث المنطقة الشمالية تجدر الإشارة ان أصل لعبة "ماطا" يرجع إلى زيارة مولاي إلى مدينة بخارى بأفغانستان، حيث كان يطلق عليها اسم "البوسكاشي". أما بالمغرب، فقد شهدت لعبة "ماطا"، أو لعبة التحدي منذ السنة الماضية تحولا كبيرا، إذ أصبحت لعبة وطنية رسمية تؤرخ لفنون الفروسية في الهواء الطلق، كما أصبحت الشركات المواطنة الكبرى، كاتصالات المغرب من الداعمين الرسميين لهذا المهرجان الجنيني الذي يبشر بتألق في المستقبل.