جاء هذا القرار تجنبا لتصاعد موجات الغضب المستنكرة لتواجد فنانين إسرائيليين كمؤسسين أو مشاركين، إذ قام بعض المناهضين للتطبيع مع إسرائيل بإنشاء صفحات على مواقع "الفيس بوك" تنديدا باستضافة "إسرائيل" بالمغرب، معتبرين تنظيم مثل هذا المهرجان تكريسا للتطبيع معها، خاصة وأن طبيعة المهرجان لا تتناسب والخصوصية الدينية للمغاربة. يبدو أن حكومة بنكيران أكثر حرصا، إذ استخلصت الدرس من الوضع السياسي الراهن، فعلى الرغم من أن هذا المهرجان يهتم بالفلكلور المحلي للبلد المنظم ويقام تحت شعار "مهرجان البحر الأبيض المتوسط للبهجة" ويشمل اشتراكات من دول البحر الأبيض المتوسط وأمريكا اللاتينية وأوروبا حيث يهتم بالرقص الشرقي بكل أنواعه، وأقيمت الدورة الأولى لهذا المهرجان في تركيا، إلا أن دورته الثانية أثارت غضب الشارع المغربي عندما أقيمت في مراكش العام الفائت إذ تم حينها تنظيم وقفة احتجاجية أمام الفندق الذي احتضن المهرجان. مع العلم أن هذه الدورة تشهد اشتراك اسمين عالميين اسرائيليين بارزين، "سيمونا كوزمان" عارضة الأزياء المعروفة، وهي إحدى أهم منظمات هذه الدورة، ومن بين المشرفات على تدريب المشاركات في دورة مراكش، إلى جانب مصمم الأزياء "أزي حسكال"، صاحب أشهر مدرسة للرقص الشرقي في إسرائيل. كما يشترك في المهرجان نجوم عالم الرقص الشرقي كالراقصة "نور" من المغرب، و "تيتو سيف" من مصر، و"اسمهان" من الأرجنتين، و"بكالي بتر" من روسيا، وعدد من الراقصين والراقصات من حوض البحث الأبيض المتوسط. وصرحت سيمونا كوزمان عبر موقع قناة "سي إن إن" على الإنترنت: "قررت نقل مهرجاني إلى اليونان في الأيام الأخيرة بعد إحجام السلطات المغربية عن الرد على طلب الترخيص بتنظيم المهرجان. لقد انتظرت ثلاثة أسابيع ولم أحصل على أي رد، إيجابا أو سلبا، وبدون الترخيص لا أضمن تأمين التظاهرة الفنية والمشاركين." من الجدير بالذكر أن هذه التظاهرة ليست حكرا على المختصين فقط، إذ ظهرت مواقع إلكترونية تفتح أبواب المهرجان لكل مبتدئ و راغب لقاء 750 يورو تقريبا وتشمل الخدمات المقدمة والإقامة في الفندق المحتضن للمهرجان لمدة 4 أيام وحضور حفل الافتتاح ودروسا اختصاصية في الرقص الشرقي للراقصات وجولات سياحية للمرافقين. وفي سياق متصل، تم وضع صفحة رسمية للمهرجان على الانترنت تتضمن مشاهد راقصة ، كما أن الموقع صمم بثماني لغات بما فيها العبرية.