أثار اختيار الفيلم الجزائري الطويل "نورمال" (طبيعي) للمخرج مرزاق علواش، لخوض غمار المنافسة على الجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للسينما المتوسطية، الذي سيقام في مدينة تطوان المغربية ما بين 24 إلى 31 مارس/آذار؛ جدلاً واسعاً، إذ إن البعض اعتبره مسيئاً لصورة الجزائريين. وسبق لفيلم "نورمال" أن خلق الكثير من اللغط حوله، وانتقادات متباينة بين إعجاب بإخراجه، واستياء من تركيزه على مشاهد تظهر الشباب الجزائري غارقاً في دهاليز الخمور والجنس، ما أثار حفيظة الشعب الجزائري. "نورمال" تأريخ لثورة الزيت والسكر وأتى اختيار فيلم "نورمال" للمشاركة في فئة الأفلام الطويلة بمهرجان تطوان على خلفية مناقشته للحراك الذي تعرفه الجزائر في ظل موجة الربيع العربي، وبعد تتويج الفيلم بالجائزة الأولى في مهرجان "ترابيكا" في الدوحة. ويطرح الفيلم أزمة مخرج شاب وزوجته يحاولان إنجاز فيلم يتناول أوضاعهما، لكن الثورات العربية تدفعهما لإعادة تصوير بعض المشاهد بناء على ما يحدث. ومن خلال مغامرات الزوجين، يسلط الفيلم الضوء على واقع حياة الشعب الجزائري وعلى مظاهر الفساد والبيروقراطية وسوء التسيير في الإدارات والمرافق العمومية بالجزائر، ما يخلق خيبات أمل في وسط الشباب. وصرح مرزاق علواش مخرج الفيلم لوكالة "فرانس بريس" قائلاً: "صورت بحرية تامة وعملت مع ممثلين شباب ساعدوني لفهم ما يحدث في الجزائر"، موضحاً أن الفيلم مؤلف من جزأين: واحد عن المرحلة الراهنة التي تعيشها الجزائر وجزء من المرحلة السابقة. حملات إلكترونية للمقاطعة وشن الجزائريون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر" هجوماً عنيفاً على مخرج الفيلم وطالبوا الجمهور بمقاطعته، مُنددين بمشاهد الفيلم التي وصفوها بالإباحية والمخلة بحياء المجتمع الجزائري المحافظ. وعلق أحد الجزائريين على الفيلم واصفا إياه ب"العار الذي وصم جبين الجزائريين" لاحتوائه مشاهد ساخنة إباحية، في حين أكد بعض النقاد أن الفيلم لا يمثل المجتمع الجزائري على الإطلاق، حيث بالغ المخرج في مشاهده مما أعطى انطباعاً أن الفيلم يحمل اللمسة الغربية وليس الجزائرية. وفي معرض رده عن سؤال ل"العربية.نت" دان مواطن جزائري على فيسبوك اختيار المغرب لهذا الفيلم بالذات للمشاركة في المهرجان، معتبراً هذا التصرف من إدارة المهرجان مساساً بكرامة الشعب الجزائري وسيأزم الهوة أكثر بين الشعبين. تجدر الإشارة إلى أن 12 فيلماً متوسطياً أنتجوا بين 2010 و2012 سيتنافسون بالدورة الحالية لمهرجان تطوان، وغالبية الأعمال تحاكي الثورات العربية والحراك السياسي والاجتماعي الذي خلفته. ومن بين هذه الأفلام فيلم "موت للبيع" لفوزي بن سعيدي من المغرب، و"تنورة ماكسي" لجو بو عيد من لبنان، و"إكسيت كار" لعصمان عيساوي من مصر، و"حبيبي راسك خربان" ليوسف سوزان المشترك بين فلسطين والولايات المتحدةالأمريكية وهولندا، و"لا سومبرا ديل سول" لدافيد بلانكو من إسبانيا.