اتهم المندوب الروسي في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين ليبيا باحتضان معسكر لتدريب "متمردين سوريين" يحاربون نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وتحدث تشوركين في اجتماع لمجلس الأمن حول ليبيا أمس في حضور رئيس الوزراء الليبي بالوكالة عبد الرحيم الكيب عن "معلومات مفادها أن هناك في ليبيا وبدعم كامل من السلطات، مركز تدريب خاصا لمتمردين سوريين. ويتم إرسال هؤلاء لاحقا إلى سوريا لمهاجمة الحكومة". وقال "هذا الوضع غير مقبول على الإطلاق على الصعيد القانوني، ومثل هذه الأنشطة تقوض الاستقرار في الشرق الأوسط". كما قال إن "القاعدة موجودة في سوريا"، متسائلا هل سيتحول "تصدير الثورة" إلى "تصدير للإرهاب؟". كما دعا حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى الاعتذار عن غارات شنها العام الماضي في ليبيا، وقتلت حسب جماعات حقوقية عشرات المدنيين. دعاية سياسية وأثارت تصريحات تشوركين بخصوص وجود معسكر لتدريب المسلحين السوريين غضب الكيب الذي لم يرد مع ذلك على الاتهام.
واكتفى الكيب بالرد على الجزئية المتعلقة بغارات الناتو قائلا إن التحقيق فيها قد جرى، و"هذه المسألة التي تخص دماء الليبيين يجب ألا تصبح قضية دعاية سياسية يستخدمها بلد ضد آخر" في إشارة إلى مواقف روسيا من سوريا. وقال "آمل ألا تكون إثارة هذه المسألة هي لمنع الأسرة الدولية من التدخل في شؤون دول أخرى حيث يتعرض الشعب لمجزرة". وأضاف "ربما كانت هناك حاجة للتحرك بشكل مختلف (عما جرى في ليبيا)، لكن الهدف بالتأكيد هو مساعدة الشعب السوري في الحصول على حريته". وكانت ليبيا قد اعترفت بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للشعب السوري في أكتوبر/تشرين الأول. كما أعلنت نهاية الشهر الماضي مساعدة إنسانية للشعب السوري بقيمة 100 مليون دولار. وعارضت روسيا والصين لحد الآن مشروعيْ قرار يتعلقان بسوريا في مجلس الأمن. وروسيا أهم مورد للسلاح إلى سوريا، وتحتفظ أيضا بقاعدة عسكرية في ميناء طرطوس. وقد علقت سوزان رايس المندوبة الأميركية في مجلس الأمن على اتهامات تشوركين بقولها "روسيا، أبرز الدول التي تصدر أسلحة إلى سوريا، لا تتورع عن اتهام ليبيا أو أي بلد آخر ببيع أسلحة بدون تمييز إلى المعارضة". وأضافت "يجب أن تبدأ روسيا ببحث مسؤوليتها" في الملف السوري.