في خطة تجعل ليبيا مقرا لأفريكوم، وتدعو إلى عدم التدخل في مناطق التمرد الطويلة، ضمنها الصحراء "الغربية "، وعلى الرغم من تقليص الجيش والإنفاق العسكري في أمريكا، فإن المساعدات العسكرية إلى المغرب لن تتقلص أو تنخفض – حسب مسؤولين أمريكيين -. وكان أوباما قد قرر خفض نفقات البنتاغون بنحو 480 مليار دولار خلال العقد المقبل، وقال إن بلاده تمر ب"مرحلة تحول " بعد الانتهاء من " عقد الحرب " الذي قرر فيه بوش غزو أفغانستان في 2001 والعراق في 2003 قبل أن يقرر أوباما سحب جنوده من بغداد نهاية 2011. وبين 2001 و 2011 عرف عقد الحرب المذكور تجريبا لأسلحة وإعادة انتشار عبر العالم، وضعت أمريكا قاعدة " تمنراست الجزائرية " وعززت من تواجدها التقليدي في المغرب. واليوم انتقل التحدي الأمريكي من المحيط الأطلسي إلى الهادي ( الباسيفيكي ) لمواجهة التقدم الصيني، والمغرب حليف كلاسيكي خارج الناتو، وخارج تحالفات عقد الحرب كما وصفه أوباما، وبقيت الرباط تحارب إلى جانب الأمريكيين، لكن في إطار حدودها الترابية، حيث لم تشارك القوات المغربية خارج الحدود إلا في شمال موريتانيا زمن ولد الطايع، بقرار من فرنسا التي أخذت زمام المبادرة بعدها في عهد الجنرال ولد عبد العزيز. لقد أخذ العمل الاستخباري دور العمل العسكري للقوات المسلحة في محاربة الإرهاب، ويتساءل الخبراء حاليا كيف لا يخسر المغرب المساعدات العسكرية في أجواء مغاربية منافسة حيث يطلبها الجيش الموريتاني والجزائري والليبي، كل حسب احتياجاته الدفاعية، واستراتيجياته التكنوعسكرية. مراجعة السياسة الدفاعية لأمريكا وطرق تمويلها تساعد على: دور الحلفاء، لأن أوباما تخلى عن الحروب الاستباقية، ومن خلال هؤلاء الحلفاء يتم تقديم الأوضاع وتوجيهها دون تدخل على الأرض. تعزيز دور التكنولوجيا العسكرية للحفاظ على عقيدة التفوق، مكن أوباما من حصد نتائج ضد القذافي دون أن يطأ الجيش الأمريكي الأرض الليبية، ووصلت العمليات الخاصة إلى رأس بن لادن، وقتلت الطائرات بلا طيار عشرات المطلوبين. إن التحول بدأ في قاعدة تمنراست، حيث استخدم الأمريكيون وسائل أوباما في عهد بوش، ونجحت الخطة في غرب أفريقيا، وفكر البنتاغون في تعميم هذه الإستراتيجية عبر قيادة أفريكوم في القارة الأفريقية، قبل أن يقرر أوباما تحويلها إلى المركز، واعتمادها خطة عمل معتمدة، نقلت معها " بانيتا " من الاستخبارات إلى قيادة البنتاغون. وهذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها رئيس أمريكي بخطاب داخل البنتاغون في مؤشر على اهتمام البيت الأبيض بالمراجعة العسكرية. والإستراتيجية الجديدة تعطي الأفضلية للسلاحين الجوي والبحري في مواجهة إيران وحصار الصين، مع التخلي الكلي عن عمليات مكافحة التمرد الطويلة والمكلفة التي طبعت سنوات ما بعد هجمات سبتمبر 2001. "حرب ليبيا " في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نموذج الحرب الجديدة لأوباما، إنها عمليات جراحية جوية قاسية وعمل محدود للقوات الخاصة. وهذه الرؤية تعكس حدود التدخل الأمريكي لإعادة التوازن لأي حرب، في حال اندلاع حرب ثانية بين المغرب والبوليساريو، أو الرد على أي حرب بين دول في غرب أفريقيا. الإستراتيجية تؤكد على تقليص التدخل المباشر على الأرض ( البري ) ومضاعفة العمليات الجراحية عبر القصف البحري والجوي. سابقا استخدم الأمريكيون هذا التاكتيك دون أن تكون له الفعالية، لأن الاستخبارات المركزية – سي آي إيه – والاستخبارات العسكرية – دي آي إيه – لم تكن على نفس درجات التنسيق الحالية، خصوصا بعد 11 شتنبر، والطائرات بدون طيار لم تكن بهذه التغطية عبر التكنولوجيا الفضائية، كما لم يكن التعاون الاستخباري الدولي بهذه الفعالية. خطوط العمل الجديدة تذهب إلى حدود تقليص الجيش، واحتمال تصفير عدد الجنود في الجزائر والمغرب حالة ممكنة في اتجاه تواجدهم في ليبيا ومصر وسيكون شرق شمال أفريقيا غير منطقة الغرب. خفض الجنود الأمريكيين شمال أفريقيا، وتركيزهم في نقطة واحدة بليبيا وبقيادة واحدة فرضية مدروسة حاليا، ومن طرابلس يمكن إدارة الخطط الأمريكية، بما فيها سياسة واشنطن اتجاه الصحراء " الغربية ". تقول إحدى وثائق البنتاغون في تفاصيل الإستراتيجية : اقتراح ليبيا لاستضافة أفريكوم أصبح تحت الدرس. مثل هذا القرار يقلص من التكاليف ومن خسارة الجنود، إلا أن الوضع الليبي الداخلي بعد القذافي لا يساعد إلا بعد سنوات، كما تأخر إعلان نقل أفريكوم، قد يتأخر لشهور إلى حين إيجاد البيئة المناسبة. اختزال العمليات وفي الميزانية شمال أفريقيا وحول العالم يعزز في نظر أوباما الوجود الأمريكي في منطقة آسيا – المحيط الهادي، والضغوط على إيران البارحة، لم تكن سوى جزء من مشاكل الشرق الأوسط أما حاليا، فهي جزء من محور التمرد الصيني – الكوري الشمالي. هذا الانتقال يكشف إلى أي حد تعاني طهران حاليا من حظر يمس النفط، ويعلن الحرب على مضيق هرمز، بإيجاد بدائل في حال إغلاقه، وبدائل عسكرية " جراحية " لفتحه أمام الملاحة الدولية. في الإستراتيجية الدفاعية الجديدة تركيز أمريكي على عدم التخلي عن القوات، أو تكون غير مستعدة للمستقبل، كما حدث بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، وبعد حرب فيتنام – يقول أوباما -. ليس هناك مبرر لإعلان خارطة يتم فيها إخلاء شمال أفريقيا، هناك إعادة النجاعة إلى ما يجب أن تكون عليه المنطقة – تقول الوثيقة -.