جاء في دراسة قام بها الباحث في شؤون الهجرة ميغيل باخاريس ونشرتها وزارة العمل والهجرة أن معدل 42،4% من المغاربة المقيمين بشكل نظامي في اسبانيا والبالغ عددهم حسب الإحصائيات الرسمية 775 ألف و 58 شخص مقيم وحاصل على بطاقة إقامة، عاطلين عن العمل. ووفقا للدراسة، ترجع أسباب تراكم هذه المعدلات الضخمة من العاطلين عن العمل التي تقترب من نحو 350 ألف شخص من المغاربة في قوائم البطالة، إلى أن العمالة المغربية مرتبطة بشكل وثيق مع قطاع البناء والأشغال الموسمية. ومن هنا فإن الأزمة الاقتصادية في اسبانيا حصدت في طريقها هذه الأعداد الكبيرة من المغاربة إلى جانب مهاجرين آخرين من جنسيات رومانية وبوليفية وكولومبية. وذكرت الدراسة أن المهاجرين في اسبانيا فقدوا 339 ألف و33 وظيفة عمل في العام الماضي فقط حيث وصلت نسبة البطالة بينهم في ديسمبر إلى 29،7% مقابل 16،8% بين الاسبان. واعتبرت الدراسة أن هذه المعطيات مقلقة جدا فيما إذا تم الأخذ بالحسبان أن المهاجرين يشكلون فقط نسبة 15،7% من مجموع السكان النشيطين. ويشكل الذكور منها نسبة 33،1% مقابل 25،5% للنساء المهاجرات حيث أن عدد كبير من المهاجرين في البطالة جاء من قطاع البناء. وأشارت الدراسة إلى أن اسبانيا لن تحتاج إلى مهاجرين عمل جدد خلال الأعوام القادمة بل يترتب عليها إعادة تنظيم العاطلين عن العمل في قوائم البطالة وتوزيعيهم على فرص العمل الموجودة ولكن كمرحلة انتقالية لان اسبانيا ستكون دائما بلد مستقبل للمهاجرين لعقود طويلة.