أمام هذه الوضعية أضحى الكثير من الأسر يعمد إلى الاشتراك في أضحية واحدة، إذ تشتري كل أسرتين أو أربع بقرة، ويوم العيد يتقاسمونها في ما بينهم، وهو ما يمكنهم من تخفيض أعباء مصاريف العيد. غير أن فئة أخرى تلجأ إلى مؤسسات القروض من أجل الحصول على مبلغ مالي يغطّي لها مصاريف اقتناء الكبش، وكذلك تبعاته من مواد غذائية ومستلزمات أخرى. في هذا الإطار، قال عبد الرزاق الفضل، موظف في القطاع العام، "على بعد 3 أيام من العيد لم أنجح بعد في توفير مبلغ اقتناء الأضحية، وأنتظر ردّ إحدى مؤسسات السلف، التي قدمت لها ملفي من أجل الحصول على قرض لاقتناء الأضحية، علمًا أنني سأجد صعوبة كبيرة في تسديده لكون أجرتي ضعيفة". وأوضح عبد الرزاق، ل "إيلاف"، أنه في حالة عدم الموافقة على ملفه، فإنه سيضطر إلى بيع بعض ما يمكن أن يستغني عنه في المنزل من أجل شراء الأضحية لإدخال السعادة إلى نفوس أبنائه، الذين ينتظرون بفارغ الصبر رؤية الكبش. من جهته، أبرز بوشعيب تاج الدين، مستخدم، أنه "سيعمد إلى شراء بقرة، برفقة ثلاثة من أفراد عائلته"، مشيرًا إلى أنه "تعوّد قضاء هذه المناسبة في جو عائلي". وأوضح بوشعيب، ل "إيلاف"، أنه "منذ أن أصيب بداء السكري، وهو يعتمد هذه الطريقة، التي تساهم إلى حدّ كبير في تجنيبه المصاريف المهمة التي تتطلبها هذه المناسبة". تقدم مؤسسات القروض، تزامنًا مع هذه المناسبة، العديد من العروض، التي تعدّ الملاذ الأخير بالنسبة إلى فئات عريضة من المجتمع. ويبقى "الصردي" من أكثر أنواع الأكباش إقبالاً من قبل الأسر المغربية، ويصل ثمن الكيلوغرام الواحد منه إلى 46 درهما. ويخلق العيد العديد من الأنشطة المدرة للدخل، منها تخصيص "فنادق خمس نجوم" توفّر كل ما تحتاجه الأضاحي، من ماء وكلأ، إلى الإقامة الجيدة. ويصل ثمن الليلة الواحدة في هذه الفنادق إلى 25 درهما (حوالى 4 دولارات)، ويشرف عليها شباب تعوّدوا هذا النشاط سنويًا. يوضح حبيب (ج)، أحد الشباب المكلفين بالحراسة في هذه الفنادق، "هذه المهمة ليست بالسهلة، فهي تتطلب منك المحافظة على الحالة الصحية للأضحية، وتوفير كل ما يلزمها، إلى جانب التكلف بحراستها على مدار 24 ساعة، تحسبًا لتعرّضها إلى السرقة". وذكر حبيب، ل "إيلاف"، أنه "قبل أسبوعين على العيد، نقوم بتخصيص فضاءات لهذا الغرض"، مشيرًا إلى أن "الأسر باتت تفضل وضع الأكباش في هذه الفنادق، وهذا الأمر فرضه انتشار الشقق في المدن". وأشار حبيب إلى أنه "ليس هناك أي شكوى من الخدمة التي نقدمها، والتي تتميز بالجودة، والحرص على المحافظة على صحة الكبش حتى لا ينقص وزنه". ويقدر العرض المرتقب من الأغنام والماعز لعيد الأضحى هذه السنة بستة ملايين رأس، حسب بلاغ لوزارة الزراعة والصيد البحري، منها 4 ملايين و400 رأس من ذكور الأغنام، ومليون و600 رأس من الماعز وإناث الأغنام. أيمن بن التهامي