عقد زعماء حزب النهضة و التكتل الإسباني (بروني) ذي المرجعية الإسلامية، ندوة صحفية أمس الجمعة بمدينة غرناطة لتقديم هذا المولود الجديد للرأي العام الإسباني و الدولي، و الذي أثار تأسيسه مؤخراً من طرف المغربي مصطفى البقاش العمراني، جدلا كبيرا في الإعلام الإسباني والإيطالي، وبين صفوف بعض الأحزاب والمؤسسات الإسبانية. و يؤكد رئيس حزب النهضة والتكتل ، في تصريح لأندلس برس بأن حزبه يرمي إلى "الدفاع عن كل الأقليات التي تعيش بإسبانيا انطلاقاً من مرجعية إسلامية"، مشدداً على أن الضجة التي أثيرت حول إنشاءه هي راجعة بالأساس إلى أزمة المفاهيم و القيم التي تتخبط فيها الأحزاب الإسبانية التقليدية. و يؤكد الحزب أن باقي الهيئات السياسية الإسبانية "تضعضعت داخليا ودخلت زمن الشك وانهيار هرمها القيادي، وهبوط شعبيتها هبوطا قلل من مصداقيتها ونفر أتباعها منها بعد فقد الثقة فيها وفي برامجها، فأصبحت الأحزاب في واد والناس في واد آخر". و يأتي إنشاء هذا الحزب كجواب على "النمو الديمغرافي للأقليات في إسبانيا وإلى الهجرة المتوافدة من بلدان الجنوب، وإلى الإقصاء والتهميش وإلى أصابع الاتهام وربط الهجرة بالإرهاب". نشأ الحزب، كما يقول القائمون عليه، "نتيجة ضغوطات سياسية، ونتيجة فشل حركات وجمعيات وجماعات ومجالس وأحزاب متعددة في دورها النهضوي، وفي قيادة المواطنين الاسبان أساسا والأقليات الاسلامية وغير الاسلامية عموما، حيث فشلت معظمها فشلا ذريعا في تأطير الاقليات، واكتفت بالأقوال الرنانة والأعمال غير المجدية وارتضت لنفسها الرضى بالأمر الواقع، والتقاعس عن حمل الرسالة المنوطة بها، مع فهمها الخاطئ للنهضة، وبعدها التام عن الواقع المعيشي، الواقع المنحط الذي أفقدها القدرة على الحركة الواعية والرؤية والتصور الناضج الشامل عن الكون والانسان والحياة". و يعتبر الحزب أنه و "رغم الصعوبات التي تعترضه والإمكانات البسيطة المتوفرة لديه، والانتقادات اللاذعة الآتية من هنا وهناك يعلن عن استعداده لخوض مبارته الأولى بفريقه المتطلع، فريق يملك الشجاعة، ويتحلى بالنباهة وسرعة البديهة، فريق يعمل قصارى جهده متسابقا مع عقارب الساعة للمشاركة في مبارة 2011، وهي أول مبارة له، ولن تكون الأخيرة، بل هي نقطة انطلاق اساسية في فرض وجوده وإثبات ذاته معتمدا في معركته النضالية على الصراع الفكري والكفاح السياسي". و يرى العديد من المراقبين و المحللين السياسيين أن هذا الحزب يشكل تهديداً لوجود العشرات من الجمعيات و الفدراليات التي تتحدث باسم المهاجرين المسلمين الذين يعيشون بإسبانيا، إذ بوسع مبادرة سياسية من هذا الشكل إنهاء حالة التشرذم التي تعيشها الجالية العربية و المسلمة بإسبانيا.