اكثر من 800 أجنة تقتل يوميا ،منها اكثر من 300 بطرق تقليدية بين تواطئ الدولة والمجتمع والتقاليد ” مشاريع أطفال” لم يكتب لها الحياة والخروج الى هذا العالم ،انهم اطفال اصدرت ضدهم “احكام اعدام” قبل معرفة التهم، ضحايا علاقات غير شرعية ونزوات جنسية، ليكون المصير بيد طبيب أو عند صاحب معشبة. بين القتلة وفعل “الجريمة” تبقى كل غاية تبرر الوسيلة، كم من مرة نسمع بوجود اطفال في القمامات، في المطارح في المراحيض، في القطارات والحافلات، أطفال في يوم ولادتهم تركهم “قدر الزمان” في مواجهة المجهول، لكن الأمر يختلف كثيرا عندما نسمع عن حالات اجهاض خطيرة في كل الامكنة وبكل الطرق، اجهاض سري تقليدي تتداخل فيه الآلات الحادة أو تناول أعشاب خاصة، في هذا التحقيق نتوقف عند أهم اللحظات الصعبة لنساء حاولن التخلص من أجنة. تقمصنا دور من يريد ان يجد وسيلة تقليدية بعيدا عن أعين الناس، زرنا “معشبات” للوقوف على حجم الظاهرة. ليطرح السؤال: كيف تتم عمليات الاجهاض السري التقليدي؟ ماهي أوجه الخطر في العملية؟ لماذا تلجئ النساء الى مثل هذه العمليات؟ ما موقف القانون من ذلك ؟ ” اللهم عشاب ولا طبيب” اذا كان موضوع قتل الاجنة في المغرب مازال يصنف ضمن المجالات المسكوت عنها،رغم العدد المرتفع الذي حددته الجمعية المغربية لتنظيم الاسرة في مابين 600 و800 حالة يوميا،امام الصمت المطبق وارتفاع الحالات،يبقى الامر عادي بالنسبة لاشخاص كانوا “ضحية” غياب تقافة جنسية او تعرضوا لعملية اعتصاب،او نزوة جنسية نتج عنها وجود جنين في احشاء البطن. “ن” شابة في العشرينيات من العمر ،جادءت بها الاقدار الى مدينة سلا،تعمل نادلة بمقهى،قصتها تحكيها بمرارة وتتذكر خلالها وجوده بهذه المدينة” انا من مراكش أتيت الى سلا بعد ان تعرضت لغدر كبير من من كان يدعي حبيبي،دامت علاقتنا حوالي ستة اشهر،في احد الايام احسست بتعب ودوخة،كانت صديقتي ممرضة تعمل عند طبيب،صدفة اكتشفت اني قد اكون حاملا،بعد ذلك البحت عن الخلاص لا اريد طبيب واخاف من العار،لتتدخل احد الفتيات وتساعدني عن التخلص منه،وتم ذلك قررت السفر الى سلا وتم التخلص من الجنين من قبل سيدة تناولت بعض الاعشاب” فاطمة : “كل شي ممكن والمجتمع لا يرحم” لمذا نعاقب الفتاة عن فعل هو ضروري ان يحدت،ان نطلب منها اجهاض عند طبيب الذي طلب مبالغ مالية مرتفعة،كما ان المجتمع لا يرحم،”فأنا ابنة نواحي الخميسات،جيت الرباط من اجل الدراسة وسكنت بالحي الجامعي،لكن شادت الصدف ان ارافق صديقاتي في ليالي سهر مع خليجييين بنواحي الرباط وكان الاغراء! في البداية كنت منشطة الحفلة ليس الا،لكن تطورت الامور الا ان اجد نفسي في فراش خليجي، عد اسابيع احسست بشيئ في احشائي، م اتخلص منه الى بمساعدة صديقتي الذي تكفلت بكل شي،كنت اشعر باختناق ولم اتنفس الصعداء الا بعد ان رأيته دما ينزف بين رجلي. في ضيافة المعشبة حكاية “ن” لم تمنعنا من البحث عن خيوط قصص كثيرة لفتيات يلجئ الى الطرق التقليدية لقتل أجنة،والتخلص من حمل غير مرغوب فيه،في مدينة سلا توجد العديد من المعشبات تحت الطلب”محاربة التوكال،السحر،الجن،،لكن لا احد فيها يكتب “خاص بعمليات الاجهاض”رغم قيامها بذلك. بوشعيب، صاحب معشبة تقليدي اعتبر ان الاعشاب الطبيعية مهمة في معالجة بعض الامراض،وفس سؤالنا عن وجود ادوية لمنع الحمل او حدوته،اجابنا بالنفي،وقال ممكن ان توجد بعض الاعشاب تحد من الالم في البطن وليس شي اخر. اما فاطمة سيدة في الستينات من العمر فتقول” البنات اليوم ممكن ان يعملوا كل شي،لي حملات في الشهرين الاولين ممكن ان تستعمل ادوات حادة لانزال النزيف،او تناول ادوية تقتل، او اعشاب خاصة. ” ما بقاوش الرجال” فتيحة : انا نادمة، و سمح في لما علم بأمر حملي تقطن بالقنيطرة،التحقت بالرباط قصد متابعة الدراسة،لكن شبح الأجهاض السري مازال يرافقني،بعد تعرفي عليه بعد خروجي من الجامعة،تواصلت اللقاءات على يده تم افتضاض بكارتي،ووعدني بالزواج،لكن الحدت الذي انقلب الى شؤم ،عندما اكتشفت انني حامل،بعدها اخبرته فلم يجيبني،وغير رقم هاتفك، باش نطيّح هادشي لي فكرشي ،ن بعد اسبوع من المعاناة،حيت زرت سيدة بمكناس قامت بإعطائي عدة اعشاب حارة،و ضربت كثيرا على بطني، بعد يوم احسست بنزيف وعياء,,تناولت بعد الاعشاب التي منحتها لي السيدة، وبلغت تكاليف العملية بحوالي 3000 درهم،بعد ذلك التقت صديقتي بمن كان السبب وقالت له انني مت وراه ما بقاوش الرجال”. رأي القانون : رغم اعتبار الاجهاض السري من المجالات المسكوت عنها،فإن ذلك لم يمنع من انتشار ظاهرة الاجهاض السري بطرق تقليدية بدائية،تعرض صحة المرأة للخطر ،ليتدخل المشرع في تقني الظاهرة، القانون الجنائي يعتبر الفصل ،449: أن من أجهض أو حاول إجهاض امرأة حبلى أو يظن أنها كذلك، برضاها أو بدونه سواء كان ذلك بواسطة طعام أو شراب أو عقاقير أو تحايل أو عنف أو أية وسيلة أخرى، يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وغرامة من مائتين إلى خمسمائة درهم. وإذا نتج عن ذلك موتها، فعقوبته السجن من عشر إلى عشرين سنة” -الفصل 453: “لا عقاب على الإجهاض إذا استوجبته ضرورة المحافظة على صحّة الأمّ متى قام به علانية طبيب أو جرّاح بإذن من الزوج. ولا يطالب بهذا الإذن إذا ارتأى الطبيب أن حياة الأمّ في خطر غير أنه يجب عليه أن يشعر بذلك الطبيب الرئيسي للعمالة أو الإقليم. وعند عدم وجود الزوج أو إذا امتنع الزوج من إعطاء موافقته أو عاقه عن ذلك عائق فإنّه لا يسوغ للطبيب أو الجرّاح أن يقوم بالعملية الجراحية أو يستعمل علاجا يمكن أن يترتّب عنه الإجهاض إلا بعد شهادة مكتوبة من الطبيب في المقابل تأسست مؤخرا الجمعية المغربية لمحاربة الاجهاض السري التي دقت ناقوس الخطر في ارتفاع حالات الاجهاض السري بالمغرب،ودعت الدولة وكل المهتمين من اجل سن قانون يحمي ويحد من الظاهرة. أما الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ، فتدعو الى مراجعة قانون منع الاجهاض لضمان خدمات اجهاضية سليمة وممكنة، فإنها ترى أن ألأية المنع تقود حتما إلى الإجهاض السري، أي إلى المخاطرة بصحة المرأة وحياتها. وبما أن للنساء الحقّ في الحياة وفي بلورة شخصيتهن، لا داعي لتضحيتهن باسم حقّ النطفة أو العلقة أو المضغة في الحياة. فحماية الحياة لا يمكن أن تتمّ ضدّ النساء بل ينبغي أن تتمّ بمشاركتهنّ. ومن ثم يتضح أن المخرج الوحيد للإشكال هو احترام قرار المرأة الحامل حين يكون قرارها واعيا ومسؤولا. إن حماية الحياة لا تعني أبدا إجبار المرأة (قانونا) على الاحتفاظ بحملها خوفا من العقاب. ويعني ذلك الجبر خرقا صارخا لحقوق المرأة الأساسية. انطلاقا من تبنيها للمنطق الإنسي العقلاني الدولي، وتنص بالخصوص على ضرورة إعطاء كل المساعدة للفتيات الحوامل غير المتزوجات إما في اتجاه الإجهاض أو في اتجاه الاحتفاظ القانوني بالحمل.