كشف محمد طلابى، عضو المكتب التنفيذى لحركة التوحيد والإصلاح فى المغرب، أن إسرائيل تخطط لما يسمى بالحرب على “كفار الشرق” الذى يتبنى عقيدة القضاء على الإسلام وإزالته نهائيا من الوجود، مشيرا إلى أن مصر ستظل حائط الدفاع الأول عن الإسلام والاعتدال. وأضاف طلابى فى ختام مؤتمر منتدى الوسطية العالمى اليوم بالقاهرة، بحضور نخبة من المفكرين الإسلاميين من مختلف دول العالم، أن الصهيونية تتبنى “عقيدة الدمار الشامل” التى تقوم على أن عودة المسيح تقوم على شروط، أهمها عودة اليهود شعب الله المختار إلى أرض الميعاد فى فلسطين، وبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، والشرط الثالث قيام الحرب ضد “كفار الشرق” (المسلمون)، والتى ستفنى 100 مليون مسلم. وأوضح طلابى أن التطرف الإسلامى ظهر نتيجة للفكر العلمانى وتسبب فى ميلاد عالم “الخوارج الجدد” الذى يقوم على أن السياسة لا تضاهيها الأخلاق وتتبنى عقيدة الدمار الشامل. وقال: إن الغرب أهان الأمة الإسلامية وفكك الوطن وشرذم المسلمين ويخطط لمحو “الرسالة” فى الوقت الذى تعانى فيه هذه القوى من الشتات والاستبداد فى بلادها. وأشار إلى أن حضارة الغرب الزائفة قامت على أركان ومبادئ غير سوية، وتتمثل فى: الغاية تبرر الوسيلة والبقاء للأقوى، والثالث الشهوة بكل أنواعها من المال إلى الجنس. ومن جانبه أكد المفكر الإسلامى الدكتور محمد عمارة أن “الحضارة العنصرية الغربية” تعمل على تشويه صورة الإسلام من خلال ما تثيره حول هضم حقوق الأقليات فى البلاد العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن هذا المصطلح من الكلمات الدخيلة على الإسلام الذى أقر حقوق الغير بكل مقدساتهم، ويقر أن التعدد والتنوع الدينى سيظل قائما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وأضاف المفكر الإسلامى أن الولاياتالمتحدة قامت باحتلال العراق وأفغانستان تحت ذريعة الحرب على الإرهاب والتطرف، وتساءل: كيف يكون الشعب الأفغانى متطرف، وقد عاش قرونا طويلة لم يحمل فى يده “سكينة مطبخ”؟. واستطرد عمارة قائلا: نفس الأمر ينطبق على العراق التى احتلتها أمريكا بحجة وجود أسلحة الدمار، موضحا أن الشعب العراقى بمختلف طوائفه عاش مختلطا بين سنة وشيعة، ووصلت نسبة العراقيين المختلطين بين المذهبين إلى ثلث تعداد الشعب العراقى، وعندما قدم الاحتلال الأمريكى إلى بلادهم أصبحوا يعيشون واقعا بائسا. وأشار عمارة إلى أن الأمر نفسه ينطبق على الصراعات الدائرة فى الصومال، وأفغانستان التى كانت تنعم بالأمن تحت ظلال حكم طالبان، حيث نجحت فى القضاء على تجارة المخدرات، لكن أمريكا رفضت ذلك وصنعت واقعا بائسا ونشرت العنف فى البلاد. وقال عمارة: إن العالم الإسلامى يشهد الآن مرحلة من الغزو والاحتلال لم يشهدها منذ القرن ال19، والذى بدأته الرأسمالية المتوحشة، موضحا أن الاحتلال حول إلى الأراضى الإسلامية إلى قواعد عسكرية، ومنح الأمول والثروات للسفهاء. وشدد على أن التخلف هو عدو الأمة الإسلامية، وقال: “نحن فى حاجة إلى الخروج من شرنقة هذا التخلف من خلال تبنى “فكر الوسطية”. كما أكد ضياء رشوان، خبير الحركات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن تيارات العنف فى العالم الإسلامى ظهرت فى النصف الثانى من القرن الماضى، مشيرا إلى أن تلك التيارات ظهرت نتيجة الخلل فى تصور البعض للعقيدة ومحاولتهم الاضطلاع بتصحيحها. ومن ناحيته قال الدكتور نصر فريد واصل، مفتى مصر الأسبق، إن التطرف والإرهاب لم يظهر إلا من خلال فصل الدين عن الدولة وأشار واصل إلى أن الدكتور عمر عبد الرحمن “غرر” به من جانب ذوى الفكر المتشدد، موضحا أنه لم يأخذ حقه الكافى من التعليم الشرعى وكانت النتيجة ما آل إليه.