وضع أتلتيكو مدريد الإسباني حداً لمغامرة فولهام الإنكليزي وأحرز لقبه القاري الثاني بتتويجه بطلاً لمسابقة الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” لكرة القدم بنسختها الأولى بعد فوزه في المباراة النهائية (2-1) بعد التمديد يوم الأربعاء على ملعب “إتش إس إتش نوردبانك آرينا” الخاص بنادي هامبورغ الألماني. ويدين أتلتيكو بلقبه إلى الأوروغواياني دييغو فورلان الذي سجل الهدفين في الدقيقتين 32 و116، فيما كان هدف فولهام من نصيب الويلزي سايمون ديفيس سجله في الدقيقة 37. كان أتلتيكو مدريد الأخطر في بداية اللقاء وكان قريباً جداً من افتتاح التسجيل في الدقيقة 11 عبر فورلان، إلا إن الحظ عاند لاعب مانشستر يونايتد وفياريال السابق لأن القائم الأيسر لمرمى الحارس الأسترالي مارك شفارتزر وقف في وجه محاولته. وحصل الفريق الإسباني على فرصة ثانية بعد خمس دقائق من ركلة حرة نفذها خوسيه أنطونيو رييس لكن شفارتزر تدخل وأنقذ فريقه. وجاء رد فولهام في الدقيقة 20 بتسديدة رائعة من ديفيس الذي أطلق كرة “طائرة” من خارج المنطقة لكن الحارس دافيد دي غيا كان في المكان المناسب ليحرم الفريق اللندني من التقدم. وغابت بعدها الفرص حتى الدقيقة 32 عندما نجح أتلتيكو وبعد لعبة جماعية مميزة بدأها رييس على الجهة اليمنى، من افتتاح التسجيل عبر فورلان الذي وصلته الكرة بعد تمريرة رأسية من البرتغالي سيماو سابروسا إلى الأرجنتيني سيرخيو أغويرو الذي حاول التسديد نحو المرمى لكنه أخفق لتجد الكرة طريقها إلى الأوروغوياني الذي كسر مصيدة التسلل ووضعها داخل الشباك. يذكر أن فورلان كان سجل هدف التأهل لأتلتيكو إلى النهائي في الشوط الإضافي الأول من لقاء إياب نصف النهائي أمام ليفربول. لكن رد رجال هودجسون جاء سريعاً، إذ أدرك فولهام التعادل في الدقيقة 37 عبر ديفيس الذي وصلته الكرة على القائم الأيمن لمرمى فريق العاصمة بعد عرضية من المجري زولتان غيرا فشل المدافع البرازيلي باولو أسونساو في إبعادها بالشكل المناسب فوجدت طريقها إلى الويلزي الذي سددها “طائرة” في شباك دي غيا، مسجلاً هدفاً حاسماً آخر بعد ذلك الذي أدرك به التعادل لفريقه في إياب نصف النهائي أمام هامبورغ في المباراة التي انتهت بفوز الفريق اللندني (2-1). وحصل أتلتيكو مدريد على فرصة ثمينة لاستعادة تقدمه في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول بتسديدة بعيدة من فورلان لكن شفارتزر تألق وأنقذ فريقه، ثم تدخل مجدداً بعد ثوان ليقف في وجه تسديدة بعيدة أخرى وهذه المرة من سيماو. وغابت الفرص الحقيقية عن بداية الشوط الثاني الذي شهد في الدقيقة 56 دخول الأميركي كلينت ديمبسي من جهة فولهام بدلاً من بوبي زامورا، وانتظرت جماهير “نوردبانك آرينا” حتى الدقيقة 60 لتشهد الفرصة الأولى وجاءت من تسديدة صاروخية بعيدة لديفيس لكن الحارس دي غيا تدخل ببراعة وحرم الويلزي من هدفه الثاني، ثم اتبعها الأيرلندي داميان داف بتسديدة بعيدة أخرى مرت قريبة جداً من القائم الأيسر في الدقيقة 68. ثم غابت مجدداً الفرص الخطيرة عن المرميين مع أفضلية ميدانية لأتلتيكو مدريد، فاحتكم الطرفان إلى التمديد السادس في تاريخ المباريات النهائية لهذه المسابقة آخرها الموسم الماضي بين شاختار دونيستك وبريمن (2-1). هدف قاتل في اللحظات الأخيرة وفي الشوط الإضافي الأول، حصل أتلتيكو على فرصة ذهبية لخطف هدف التقدم بتسديدة صاروخية أطلقها فورلان من الجهة اليمنى في الدقيقة 101 لكن شفارتزر تعملق وحرم الفريق الإسباني من التقدم مجدداً. ثم أتيحت فرصة أخرى للفريق الإسباني في الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الأول، عندما توغل فورلان في الجهة اليسرى ولعب كرة عرضية أرضية على باب المرمى فشل الأرجنتيني البديل إدواردو سالفيو في وضعها داخل الشباك. وفي الشوط الإضافي الثاني ضرب فورلان وسجل هدفاً رائعاً بكعب قدمه في الدقيقة 116 بعد تمريرة عرضية متقنة من أغويرو، ليمنح فريقه لقبه الأول في جميع المسابقات منذ أن توج عام 1996 بثنائية الدوري والكأس المحليين. وهذا اللقب القاري الثاني لنادي العاصمة الإسبانية بعد ذلك الذي توج به موسم 1961-1962 في مسابقة كأس الكؤوس الأوروبية على حساب فيورنتينا الايطالي الذي تعادل معه (1-1) في غلاسكو قبل أن يتغلب عليه (3-صفر) في مباراة معادة احتضنها ملعب “نيكاراشتاديون” في شتوتغارت في الخامس من أيلول/سبتمبر 1962. ويذكر أن هذا هو النهائي القاري الأول لأتلتيكو مدريد منذ 1986 عندما خسر أمام دينامو كييف الأوكراني (صفر-3) في نهائي كأس الكؤوس على “ستاد جيرلان” الخاص بليون الفرنسي. وأنهى “لوس روخيبلانكوس” الذي كان يخوض النهائي القاري الخامس له مغامرة الفريق اللندني، الذي كان الحصان الأسود للبطولة وفاجأ الجميع هذا الموسم حين جرد شاختار دونيتسك الأوكراني من اللقب الذي توج به على حساب فيردر بريمن الألماني، ثم أطاح بيوفنتوس الإيطالي وفولفسبورغ الألماني ومواطنه هامبورغ الذي كان يمني النفس بخوض النهائي على أرضه وبين جماهيره وبالتالي استعادة أمجاده الغابرة والعودة إلى ساحة الألقاب الكبرى الغائبة عن خزائنه منذ 1983 عندما توج حينها بلقب الدوري المحلي وكأس الأندية الأوروبية البطلة. وكان فولهام يخوض النهائي القاري الأول في تاريخه والثاني لمدربه روي هودجسون بعد أن وصل الأخير إلى نهائي هذه المسابقة تحت تسميتها القديمة عام 1997 مع إنتر ميلان الإيطالي حيث خسر اللقب لمصلحة شالكه الألماني بركلات الترجيح لفوز الطرفين بالنتيجة ذاتها (1-صفر) ذهاباً وإياباً. وكان الفريق اللندني يمني النفس أن يصبح أول فريق إنكليزي يتوج بلقب قاري دون أن تضم خزائنه لقبا محليا في مختلف المسابقات، وثاني فريق قاري بعد باير ليفركوزن الألماني عام 1988 عندما توج بلقب كأس الاتحاد الأوروبي. أما بالنسبة لأتلتيكو مدريد الذي استهل مشواره القاري هذا الموسم في مسابقة دوري أبطال أوروبا قبل أن يدخل غمار يوروبا ليغ حيث أزاح في طريقه إلى النهائي غلطة سراي التركي وسبورتينغ لشبونة البرتغالي ومواطنه فالنسيا قبل أن يتخلص من ليفربول في دور الأربعة، فسجل عودة ناجحة إلى الملاعب الألمانية التي حملته إلى لقبه الأوروبي الأول قبل 48 عاماً، ونال شرف أن يكون أول فريق يرفع كأس هذه المسابقة التي حلت بدلاً من كأس الاتحاد الأوروبي مع المحافظة على نفس الصيغة. ومنح أتلتيكو مدريد بلده لقبها الحادي عشر في هذه المسابقة تحت مختلف تسمياتها (كأس المعارض وكأس الاتحاد الأوروبي ويوروبا ليغ) لتعزز مركزها الأول، فيما تحتل إنكلترا وإيطاليا المركز الثاني بعشرة ألقاب لكل منهما وألمانيا الثالث برصيد ستة ألقاب. يذكر أن يوفنتوس وإنتر ميلان الإيطاليين وليفربول الإنكليزي وبرشلونة الإسباني ومواطنه فالنسيا (اثنان في كأس المعارض) الذي ودع نسخة هذا الموسم من نصف النهائي على يد أتلتيكو مدريد، هي الفرق الأكثر فوزاً بلقب هذه المسابقة (3 لكل منها). المصدر: الجزيرة الرياضية- أ ف ب