افتتح في المغرب المعرض الدولي الخامس للزراعة. ويشارك في معرض هذه السنة، قرابة 800 عارض من أكثر من 30 دولة، من بينها ألمانيا، التي منحت هذه السنة صفة ضيف شرف المعرض مما يتيح للعارضين الألمان فرصة التعريف بمنتجاتهم. افتتح الملك محمد السادس يوم أمس الأربعاء(28.04.2010) في مدينة مكناس المغربية، الملتقى الدولي الخامس للزراعة. وقد اختير لهذا المعرض شعار “الزراعة والتنمية المستدامة”. ويعتبر المندوب العام للمعرض جواد الشامي أن الدافع وراء اختيار هذا الشعار هو الدور الذي يلعبه الأمن الغذائي في الاستقرار الاجتماعي والسياسي، ويضيف “بما أن التنمية المستدامة، لا تتحقق إلا بتحقق هذا الاستقرار، فقد اخترنا هذا الشعار الذي نعبر من خلاله عن أن الفلاحة معطى جوهري و قطاع أساسي لأية تنمية مستدامة.” وبخلاف الدورات السابقة، فإن دورة هذا العام تخصص يوميها الأول والثاني (28و 29 أبريل) للمهنيين والمتخصصين في هذا المجال فقط دون عموم الزوار، وهو أمر يعتبره المنظمون توجها جديدا نحو إضفاء طابع التخصص على هذا المعرض وجلب زبائن جدد من مختلف تخصصات القطاع. ألمانيا ضيف شرف الدورة وتحظى ألمانيا في هذا العام بلقب ضيف شرف المعرض. حيث يتوقع خلال أيام المعرض والتي تمتد حتى الثاني من أيار مايو المقبل، أن يقوم وزير الزراعة والصيد البحري المغربي عزيز أحنوش وزير الدولة في وزارة الزراعة والتغذية وحماية المستهلك الألماني غيرد مولر Gerd Müller بافتتاح المنتدى الألماني المغربي للمستثمرين، الذي سيبحث في سبل التعاون المغربي الألماني في المجال الزراعي. وتشارك ألمانيا بوفد مهم يتكون من 27 عضوا يتقدمهم وزير الدولة في وزارة الزراعة وكذلك مدير السلامة الغذائية وحماية المستهلك الدكتور هيلموت شونوبورغ إضافة إلى جمعيات وشركات متخصصة في تصنيع الآلات الزراعية وتربية الماشية. وفي مقابلة مع موقع دويتشه فيله أكد وزير الدولة في وزارة الزراعة الألماني Gerd Müller على أهمية مشاركة ألمانيا في هذا المعرض، معتبرا أن المغرب يعرف تقدما كبيرا في مجال الزراعة والتغذية ويستحق دعمنا، ويضيف: “نحن نرى كذلك بأن المغرب هو قنطرة مهمة لنا للعبور إلى القارة الإفريقية” وهو ما يفسر حسب رأيه السبب وراء إرسال وفد مهم للمشاركة في المعرض. وبالإضافة إلى الوفد الألماني الرسمي الذي يمثل الحكومة الألمانية، يقدم 10 عارضين ألمان من شركات مختلفة وعلى مساحة 256 مترا مربعا منتجاتهم وخبراتهم. وذلك في مجالات متعددة منها صناعة الآلات الزراعية وتربية الماشية والسلامة الغذائية. البحث عن شركاء جدد وتعد شركة الدكتور إيلكي Dr.Elcke واحدة من الشركات الألمانية المشاركة في المعرض . فكما قال صاحب هذه الشركة المتخصصة في إنتاج أعلاف الماشية في مقابلة خاصة مع دويتشه فيله، فإنه قبل مباشرة بالمشاركة في المعرض بعد أن تلقى دعوة من وزارة الزراعة الألمانية بهذا الخصوص. معتبرا أن السوق الزراعية في المغرب وشمال إفريقيا هي سوق واعدة وغير مكلفة جدا فيما يتعلق بمصاريف نقل المنتجات. وعن الهدف من المشاركة في هذا المعرض يضيف الدكتور إيلكي:” نحن نبحث من خلال المعرض عن شركة لتسويق منتجاتنا وعقد شراكة سواء مع المغرب أو دول فرانكفونية أخرى. وفرص تحقيق ذلك متوفرة”. وتتميز الدورة الحالية بحضور نحو 85 بالمائة من الشركات والمؤسسات الأجنبية التي شاركت في الدورات السابقة. وهو أمر يعكس حسب المنظمين السمعة الجيدة التي بات المعرض يحظى بها على الصعيد الدولي. ويشكل هذا المعرض الذي يراهن على استقطاب 500 ألف زائر حسب المختصين فضاء لتطوير القطاع الزراعي المغربي، الذي يعتبر العمود الفقري لاقتصاد البلاد، وكذا بحث سبل رفع التحديات التي يواجهها القطاع في ظل العولمة وحدة المنافسة. وقد ارتفع عدد المشاركين هذه السنة إلى 840 شركة مقابل 713 في دورة العام الماضي، كما تضاعف تقريبا عدد الدول المشاركة من 17 دولة إلى أكثر من 30 دولة.