أصدرت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية في لقائها المنعقد يوم الجمعة 17 يوليوز 2009 بلاغا بشأن مدارستها لحيثيات وتداعيات الرسالة التي وجهها عبد العزيز افتاتي إلى السفارة الفرنسية، والتي أحاطها فيها علما بالوضعية الصحية الحرجة لنور الدين بوبكر باعتباره مواطنا مغربيا يحمل في نفس الوقت الجنسية الفرنسية لكونه مزداد بالجزائر قبل استقلالها، علاوة على مدارستها لطلب استقالة عبد العزيز افتاتي، وما أعقب ذلك من ردود فعل من جهات حكومية. واعتبرت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية في ذات البلاغ، أن ما أقدم عليه افتاتي يعد خطأ جسيما يتنافى مع منهج الحزب، ويخرق قاعدة أساسية في سلوكه السياسي الثابت في الامتناع عن إقحام جهات أجنبية في الشؤون الداخلية للبلاد، كما قررت الأمانة العامة قبول استقالة الأخ عبد العزيز افتاتي من عضوية الأمانة العامة ومن مسؤولياته داخل الحزب. من جهة أخرى استنكر البلاغ “الاستغلال السياسوي المكشوف لهذا الخطأ الفردي للطعن في مواقف الحزب ومؤسساته الوطنية”، منددا في ذات الوقت بالمواقف المتناقضة لوزارة الداخلية من حيث استئسادها ضد حزب العدالة والتنمية وخضوعها بالمقابل لتهجمات وضغوطات حزب الأصالة والمعاصرة، مؤكدا في الأخير تمسك الحزب بالثوابت الوطنية واستمراره في النضال من أجل مجتمع ديمقراطي ومزدهر يرتضيه المغاربة ملكا وشعبا وفيما يلي نص البلاغ : حزب العدالة والتنمية الأمانة العامة بلاغ على إثر الرسالة التي بعث بها الأخ عبد العزيز أفتاتي عضو الأمانة العامة للحزب، إلى السفارة الفرنسية يخبر فيها بالوضعية الصحية الحرجة للأستاذ نور الدين بوبكر الحامل للجنسية الفرنسية لكونه مزدادا بالجزائر قبل استقلالها، وذلك بعد تعرضه لاعتداء أثناء التدخل الأمني العنيف ضد مستشارين جماعيين بوجدة، عقدت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية اجتماعا يوم الجمعة 24 رجب 1430 الموافق ل 17 يوليوز 2009 لمدارسة حيثيات تلك الرسالة وتداعياتها بما فيها طلب استقالة الأخ عبد العزيز أفتاتي. وبعد استعراض مختلف جوانب هذه القضية ومعطياتها وردود الفعل التي عبرت عنها البلاغات الصادرة عن الجهات الحكومية، تؤكد الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية على ما يلي : 1. يعتبر الحزب أن ما قام به الأخ عبد العزيز أفتاتي، بغض النظر عن دوافعه، خطأ جسيم يتنافى مع منهج الحزب، ويخرق قاعدة أساسية في سلوكه السياسي التابث في الامتناع عن إقحام الجهات الأجنبية في الشؤون الداخلية لبلادنا، وعليه قررت الأمانة العامة قبول استقالة الأخ عبد العزيز أفتاتي من عضوية الأمانة العامة ومن مسؤولياته داخل الحزب. 2. يستنكر الحزب الاستغلال السياسوي المكشوف لهذا الخطأ الفردي الذي وقع في ظروف خاصة، للطعن في مواقف الحزب واحترامه للمؤسسات الوطنية، كما ورد ذلك في البيان الصادر عن وزارة الداخلية المعروفة بتناقضاتها في التعامل مع الأحزاب حيث تستأسد ضد العدالة والتنمية بينما تخضع لتهجمات حزب الأصالة والمعاصرة وضغوطه. 3. وإذ يؤكد الحزب تمسكه بالتوابث الوطنية، فإن مثل هذه الممارسات لن تفت من عضده في الاستمرار في النضال من أجل مجتمع ديمقراطي ومزدهر يرتضيه المغاربة ملكا وشعبا. وحرر بالرباط في 24 رجب 1430 الموافق 17 يوليوز 2009 الأمين العام ذ.عبد الاله ابن كيران نص رسالة استقالة الأخ عبد العزيز افتاتي بسم الله الرحمان الرحيم الرباط : الخميس 16 يوليوز 2009 الأخ الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المحترم الموضوع : استقالة من الحزب إثر تداعيات إشعار للسفارة الفرنسية بالمغرب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، لقد تضمن البلاغ الصادر عن وزارة الداخلية بتاريخ الإثنين 13 يوليوز 2009 جملة من النقاط الخطيرة كانت محل أخذ ورد داخل الأوساط السياسية والإعلامية. ولكن الذي استرعى انتباهي الإشارة إلى أمر جلل وهو الاتصال بجهات أجنبية. ورفعا لكل لبس فإن أسرة المواطن نور الدين بوبكر المحامي بهيئة مدينة وجدة والحامل لجنسية ثانية فرنسية، باعتباره من مواليد الحقبة الاستعمارية بالجزائر، طلبت مني تحت هول الغيبوبة التامة التي دخلها بمستشفى الفرابي بوجدة والتي أجريت له على إثرها عملية جراحية فجر يوم السبت 04 يوليوز، وذلك إثر تلقيه ضربات على الرأس مساء يوم الجمعة على الساعة العاشرة وأربعون دقيقة تقريبا (س 10 و40 د)، إشعار السلطات الفرنسية بوضعيته الحرجة أملا في نقله إلى الخارج إذا لزم الأمر باعتبار جنسيته المزدوجة. ولأنه كان لحظتها أكرر في غيبوبة تامة مما ألقى بظلال كثيفة حول إمكانية استرجاعه لوظائفه العصبية إن هو عاش بالطبع. وبعد إلحاح كبير واستمرار وضعيته الحرجة بعد إجراء العملية الجراحية، قمت بصياغة مراسلة بتاريخ الأحد 05 يوليوز 2009 على الساعة الثانية والنصف زوالا موجهة للسفارة الفرنسية وحاملة توقيعي بكل مسؤولية ووضوح في شأن وضعية ذ. المحامي نور الدين بوبكر الحامل لجنسية ثانية فرنسية. إنني وبكل صدق ورغم علمي بعدم رجاحة هذا المسعى أنجزت طلب هذه الأسرة وأنا تحت ثقل مسؤولية إنسانية وعاطفية قصوى إزاء أسرة مكلومة وكذا إزاء صديق عزيز وأخ حميم كان يصارع الموت ومهدد في حال عيشه بعدم استرجاع كافة وظائفه العصبية كما سبق الذكر. ولو كنت أرغب في هدف غير هذا الهدف الإنساني لأمكنني كما قد يتبادر إلى كل ذهن إيصال هذه الوقائع بطرق أخرى وهو الشيء الذي رفضته أخلاقيا، كما فضلت أن أقوم بنفسي بهذه المهمة الإنسانية في تقديري بدلا من أحد أفراد الأسرة حتى أجنبها ما كنت أتصوره قد يقع من ضغوط. لذلك فإنني من جهتي أذكر بهذه الوقائع للتوضيح ولعلمي الآن بأن إشارة بلاغ الداخلية كانت تعني تحديدا هذه المراسلة وصنفتها في خانة “الاتصال بجهات أجنبية”. وألح بأن ما قمت به من إشعار تم بخلفية إنسانية بحتة تحت الصدمة والضغط الإنساني والعاطفي اتجاه الأستاذ نور الدين بوبكر الذي كانت تجمعني به علاقة أخوية كبيرة. كما ألح أن هذا الذي قمت به تم بشكل شخصي دون إخطار لأي شخص آخر أو أية هيئة حزبية محلية كانت أو وطنية. وللتذكير فإنني لم أضع قدماي في أي سفارة من قبل بله أن أكاتب أيا منها لعلمي بأن الاتصال بالهيئات الأجنبية المعتمدة بالمغرب خط سياسي أحمر في أدبيات الحزب وتجنب ذلك من مبادئه الأساسية الكبرى. لذلك وبغض النظر عن باقي المجريات التي يتابع أطوارها الرأي العام، وبغض النظر عن الظروف المأساوية التي مر منها الأخ نور الدين بوبكر وهو الآن يتماثل للشفاء. فإنني أضع استقالتي من الحزب من تاريخه الخميس 16 يوليوز 2009 رهن إشارة الأمانة العامة للحزب لتتصرف فيها حسب تقديرها للموقف ولخطورته وما تسبب فيه دون قصد مني من ضرر معنوي أكيد للحزب برمته. الإمضاء عبد العزيز افتاتي نص الرسالة