توعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد بحزم ومسؤولية وحكمة، حسب تعبيره، على التفجير الذي استهدف محطة للباصات في القدس. وجاء تصريح نتياهو بعد بضع ساعات من التفجير الذي اسفر عن مقتل امرأة وجرح نحو ثلاثين اخرين بعضهم حالتهم حرجة والذي لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عنه. ووصف قبيل سفره الى موسكو المجموعات الفلسطينية المسلحة بأنها تحاول “اختبار عزيمتنا وتصميمنا” واضاف انها “ستكتشف ان لدى هذه الحكومة والجيش والشعب الاسرائيلي عزيمة من حديد للدفاع عن بلادهم”. وكان نتنياهو اجرى قبل سفره مشاورات مع قادة جهاز الامن الاسرائيلي الداخلي (الشين بين) ورئيس هيئة اركان الجيش بيني غانتز والوزير المكلف بالدفاع المدني ماتان فيلنائي. ردود الافعال ودان قادة الولاياتالمتحدة والسلطة الفلسطينية التفجير ووصفوه بالهجوم الارهابي. كما توالت ردود الافعال من المسؤولين في كثير من دول العالم وكان اول رد فعل غربي من الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي دان عملية التفجير في القدس. وقال اوباما : “ليس هناك أي مسوغ لتنفيذ هجمات إرهابية. إن الولاياتالمتحدة تدعو الحركات المسؤولة عن مثل هذه العمليات إلى التوقف عن هذه الهجمات فورا كما نشدد على أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن الناس، مثل جميع الدول”. كما قدم الرئيس أوباما في الوقت نفسه تعازيه لأسر القتلى الفلسطينيين في غزة. من جهتها قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إن الولاياتالمتحدة ملتزمة بأمن اسرائيل، وتدين بشدة انفجار القدس كما تدين مقتل مقتل مدنيين فلسطينيين في غزة. ودان وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس الهجوم بشدة ووصفه في مؤتمر صحفي بالقاهرة بأنه “عمل إرهابي مفزع”.لكن غيتس اعتبر أنه لا يمكن وصف الوضع بالمتدهور. في المقابل حذر وزير الخارجية المصري نبيل العربي إسرائيل من الاندفاع إلى تنفيذ عملية عسكرية في غزة. وجاء في بيان رسمي للخارجية المصرية أن العربي “دعا إسرائيل إلى ضبط النفس وحذرها من الاندفاع إلى عملية عسكرية في غزة.” كما حذر من إعطاء اسرائيل أي ذريعة لاستخدام العنف مضيفا أن مصر ترفض وتدين العنف ضد المدنيين. حماس تدعو الى التهدئة وقالت حماس التي تدير قطاع غزة في بيان لها انها ستبحث في تخفيف التوتر المتزايد مع اسرائيل الذي ولدته الهجمات الصاروخية للمليشيات الفلسطينية في الايام الاخيرة وردود الفعل الانتقامية الاسرائيلية عليها. اكد المتحدث باسم حكومة حماس الاربعاء حرص حكومته على استعادة التهدئة مع اسرائيل في قطاع غزة عقب تفجير في القدس اودى بحياة امراة وخلف 30 جريحا، واطلاق عشرات من القذائف من غزة على اسرائيل. وقال طاهر النونو المتحدث باسم بالحكومة في بيان صحفي “نؤكد ان موقفنا في الحكومة ثابت من حماية الاستقرار والعمل على استعادة الاوضاع الميدانية التي كانت سائدة خلال الاسابيع الماضية”.في اشارة التهدئة غير المعلنة التي كانت سائدة في قطاع غزة بين اسرائيل وحماس. بيد انه استدرك مؤكدا على رفض حماس للسياسة الاسرائيلية التي اتهمها بجر الشعب الفلسطيني الى “مربع التصعيد لانقاذ حكومة الاحتلال من ازمتها السياسية”. ووجه دعوة الى الجامعة العربية والامم المتحدة ومجلس الامن للتحرك العاجل للجم ما اسماه “بالعدوان على شعبنا” ومنع اسرائيل “من استغلال الانشغال الاقليمي والدولي لارتكاب مجازر بحق شعبنا”. وقال يحيى موسى أحد قادة حماس السياسيين في اتصال مع بي بي سي إن “من حق الشعب الفلسطيني ان يدافع عن نفسه بوجه الاعتداءات الاسرائيلية بكل الوسائل ولا نخشى من التهديدات الاسرائيلية وهي ليست جديدة”. وأضاف “ليس لدينا أي معلومات حتى الآن عن الجهة التي تقف خلف هجوم القدس”. بيد ان أبو أحمد المتحدث باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي قال في لقاء خاص مع بي بي سي العربية إنها تبارك عملية القدس. ادانة السلطة الفلسطينية وفي جانب السلطة الفلسطينية أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بيانا دان فيه عملية القدس. كما دان رئيس الوزراء الحكومة الفلسطينية في رام الله سلام فياض بشدة التفجير ووصفه بأنه “عملية لإرهابية بغض النظر عن الجهة التي تقف وراءها”.وعبر فياض عن أمله بالشفاء العاجل للجرحى. وقال فياض: “إنه لمن المشين، وبعد كل ما ألحقته مثل هذه العمليات من ويلات بشعبنا وضرر فادح بنضاله وعدالة قضيته، أن تكون هناك أية جهة فلسطينية لا تزال تصر على استحضار مثل هذه الأعمال والمشاهد المشينة وتحت شعارات ومسميات جوفاء لم تعد تنطلي على شعبنا، وتتعارض تماماً مع سعيه المشروع لنيل حريته بالوسائل السلمية وبإصراره على الصمود والبقاء على أرضه”. وقع انفجار يوم الأربعاء قرب محطة الحافلات المركزية في القدس ما أسفر عن مقتل إسرائيلية وجرح نحو ثلاثين. وقالت مراسلتنا شيرين يونس نقلا عن مصادر الشرطة الإسرائيلية إن الانفجار وقع أثناء ساعة الذروة المسائية أثناء مرور حافلة بالقرب من المحطة التي تكتظ عادة بالمسافرين الذين يستقلون حافلات إلى مدن إسرائيلية أخرى. ويعد هذا أول انفجار تشهده القدس منذ سنوات، وكان آخر تفجير في حافلة قد وقع في يناير/كانون الثاني عام 2004 حين استهدف عمل انتحاري الحافلة رقم 19. جاء الانفجار بعد تصعيد خلال الأيام الأخيرة في قطاع غزة وتهديدات من فصائل فلسطينية برد انتقامي على الغارات الإسرائيلية على القطاع التي أسفرت أخيرا عن مقتل ثمانية فلسطينيين.