أصابت المكالمة الهاتفية التي أجراها الملك محمد السادس مع الرئيس النيجيري الإعلام الجزائري بالسعار وهو يتحدث عن مضمونا ووقتها، إذ بحسبه هذه المكالمة تأتي لقطع الطريق أمام مشروع الأنبوب الجزائري النيجيري الذي بقي حبرا على ورق منذ الثمانينات. جريدة "الشروق" لم تجد تفسيرا للمكالمة سوى أن المغرب "يسعى إلى إجهاض مشروع خط أنبوب الغاز العابر للصحراء بين الجزائرونيجيريا"، وأنها تأتي "بعد التقارب الأخير بين الجزائرونيجيريا، والاتفاق على تنفيذ مشاريع مشتركة بمناسبة زيارة وزير الخارجية صبري بوقادوم إلى أبوجا". أما صحيفة "النهار" فذهبت بدورها في نفس المزاعم والتفسيرات التي تعكس الصدمة، إذ رأت أنه "من الصعب حقيق المشروع وأنه أكثر تكلفة وتعقيدا من الخط الأول، كونه سيمر عبر قرابة عشرة دول وسيورط نيجيريا في صراع هي في غنى عنه". وذكر بلاغ للديوان الملكي أن الملك محمد السادس والرئيس محمد بوخاري أعربا عن عزمهما مواصلة المشاريع الاستراتيجية بين البلدين وإنجازها في أقرب الآجال، ولا سيما خط الغاز نيجيريا- المغرب وإحداث مصنع لإنتاج الأسمدة في نيجيريا. ورغم أن المشروع الجزائري النيجيري لا أثر له لحد الآ، إلا أن ذلك لم يمنع وزير الخارجية صبري بوقادوم من التسويق له، وكأنه قريب التحقق، بعدما سافر للقاء نظيره النيجيري جيفري أونياما. وبعيدا عن هذه القراءات العوجاء، تشدد مجلة الفرنسية "le courrier de l'atlas" على أن مشروع خط أنبوب الغاز المغربي النيجيري "العملاق" و "المتسم ببعد النظر" الذي يربط المغرب ونيجيريا يمثل "رمزا" للتعاون جنوب -الجنوب. وأبرزت المجلة أن إفريقيا تتوفر على خطين مهمين لأنابيب الغاز عابرين للحدود ،يتعلق الأمر بخط أنابيب الغاز لغرب إفريقيا وخط أنابيب الغاز النيجيري –المغربي الذي " يكتسي بعدا أكثر أهمية"، خاصة وأن الأمر يتعلق ببنية تحتية يبلغ طولها 5.660 كيلومترًا ، وتعبئة ميزانية قدرها 25 مليار دولار. فيما أشارت " le point" إلى الأثر القوي لهذا المشروع على بلدان المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا. ويمر الأنبوب من بلدان غانا وتوغو وساحل العاج والسنغال وموريتانيا ثم المغرب، وهو امتداد لأنبوب أنشأته نيجيريا عام 2005، لمد بلدان افريقية بمصدر الطاقة. ويؤكد المغرب على أن المشروع، في حال إتمامه، سيشجع على اندماج بين منطقتي شمال وغرب افريقيا، فضلاً عن تحقيق الاستقلالية في مجال الطاقة، وتسريع وتيرة إنجاز مشاريع مد الكهرباء. وقد اتفق الملك محمد السادس والرئيس النيجيري على تسريع جهود اضطلاع «مجموعة المكتب الشريف للفوسفات» المغربية، أكبر شركة مُصدِّرة للفوسفات في العالم، ببناء مصنع للأسمدة في نيجيريا.