حذر الملك في خطابه الموجه إلى الأمة، لمناسبة ذكرى 20 غشت، من إمكانية العودة إلى الحجر الشامل، مشيرا إلى تدهور الوضع الصحي في الأسابيع الأخيرة، بعد أن ضرب المغرب المثل في المرحلة الأولى من الحرب على كورونا، إذ لم يستبعد جلالته أن تضطر اللجنة العلمية إلى إعادة النظر في قرار الرفع التدريجي للحجر، في حال استمر مسلسل التهاون والتشكيك. وكشفت مصادر متطابقة ل"الصباح" أن أرقام المصابين يوميا مرشحة إلى الارتفاع بشكل سيضع المغرب في مقدمة البلدان الأكثر فتكا بالوباء على الصعيد العالمي، إذا بقي الوضع على ما هو عليه دون فرض مزيد من الحزم في الإجراءات الاحترازية ضد انتشار "كوفيد 19". ولم يتأخر الملك في الإشارة إلى أن اللجنة العلمية المختصة بالوباء قد توصي بإعادة الحجر الصحي، بل وزيادة تشديده، إذا استمرت أعداد الإصابات بوباء كوفيد-19 في الارتفاع، مشددا على أنه "إذا دعت الضرورة لاتخاذ هذا القرار الصعب، لا قدر الله، فإن انعكاساته ستكون قاسية على حياة المواطنين، وعلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية". وينتظر أن تكون العودة إلى الحجر أشد مما كانت عليه في بداية انتشار الوباء، بالنظر إلى أن أرقام المصابين تضاعفت بالمقارنة مع إحصائيات الأشهر الثلاثة الأولى، إذ سجل الملك أن عدد الإصابات المؤكدة، والحالات الخطيرة، وعدد الوفيات تضاعف بعد رفع الحجر الصحي أكثر من ثلاث مرات في وقت وجيز، مقارنة بفترة الحجر. وأبرز الملك أنه بدون الالتزام الصارم والمسؤول بالتدابير الصحية، سيرتفع عدد المصابين والوفيات، وستصبح المستشفيات غير قادرة على تحمل هذا الوباء، مهما كانت جهود السلطات العمومية، وقطاع الصحة، منبها إلى أنه "بدون سلوك وطني مثالي ومسؤول، من طرف الجميع، لا يمكن الخروج من هذا الوضع، ولا رفع تحدي محاربة هذا الوباء". واعتبر الملك أن "تدهور الوضع الصحي الذي وصلنا إليه اليوم مؤسف، ولا يبعث على التفاؤل"، بالنظر إلى أن معدل الإصابات ضمن العاملين في القطاع الطبي، ارتفع من إصابة واحدة كل يوم، خلال فترة الحجر الصحي، ليصل أخيرا إلى عشر إصابات، داعيا كل القوى الوطنية للتعبئة واليقظة، والانخراط في المجهود الوطني، في مجال التوعية والتحسيس وتأطير المجتمع للتصدي لهذا الوباء. وحمل الخطاب المذكور تخوفا، من استمرار ارتفاع عدد الإصابات والوفيات، والرجوع إلى الحجر الصحي الشامل، بآثاره النفسية والاجتماعية والاقتصادية، مشددا على الحاجة الملحة لاستحضار قيم التضحية والتضامن والوفاء، التي ميزت ثورة الملك والشعب، لتجاوز هذا الظرف الصعب. Tweet Partager