ينتظر العالم بفارغ الصبر التوصل إلى لقاح لمكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، الذي يتوقع ألا يظهر قبل نهاية العام الجاري، فيما يبقى الأمل في إيجاد علاج يكافح الفيروس إلى أن يتم التوصل للقاح. ومنذ بدأت الأزمة تتفاقم عالميا، وهناك سباق محموم بين مختلف البلدان وكبريات شركات الأدوية ومراكز الأبحاث بغية التوصل للعلاج المنتظر. وحتى يتم التوصل للعلاج المأمول، بدأ العالم يقلب في دفاتره القديمة، عبر اختبار أدوية وعلاجات موجودة بالفعل لعلاج أمراض أخرى، لكن يتوقع لها أن تنجح في كبح جماح الفيروس الذي أصاب نحو 1,7 مليون شخص ححول العالم، مع وفيات تجاوزت المائة ألأف. وخلال الفترة الماضية برز نوعان من بين هذه الأدوية، كعلاجات واعدة ومبشرة، وهما avigan الياباني، الذي تنتجه شركة Fujifilm، والثاني هو كلوروكين المضاد للملاريا. وفي ما يتعلق بالعقارين الواعدين، فهناك معلومات مثيرة تم تناقلها خلال الأيام الماضي حول سعر كل منهما.. هل كان لدى هذه الشركة معلومة مسبقة؟ المعلومة الأولى نشرتها صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، وتقول فيها إن شركة الدواء الأميركية التي تصنعه عمدت إلى مضاعفة سعره، وربما لا يكون هذا الجزء من المعلومة مهما، فكثير من الشركات تستغل أزمات البشر، لكن المثير يأتي في الجزء الثاني من المعلومة، وهو توقيت رفع سعر العقار.. إذ تقول الصحيفة إن مضاعفة سعر هذا الدواء تم في بداية يناير الماضي، أي قبل تفاقم أزمة كورونا، وقبل طرح اسم العقار علانية كعلاج محتمل لمرضى كوفيد 19. وقامت شركة رايسينج فارماتيكال(مقرها نيو جيرسي) المصنعة لعقار كلوروكين المضاد أصلا للملاريا برفع سعر الدواء في آخر يناير لكلا التركيزين بنسبة بلغت 97% ليبلغ 20 دولارا لتركيز 500 مغم ونحو 8 دولارات لتركيز 250 مغم، حسب الصحيفة البريطانية. وردا على هذا الاتهام قال مسئول بالشركة إن رفع السعر تم بشكل روتيني في ذلك التوقيت، أي أن الأمر تم بالمصادفة نافيا أن يكون لدى الشركة علم بأي شيء يخص إمكانية أن يستخدم هذا الدواء في علاج كورونا، والذي روج له الرئيس الأميركي دونالد ترامب لأكثر من مرة. دولار واحد! أما المعلومة الأخرى التي تخص سعر الدواء المحتمل لكورونا، فهي تخص العقار فنشرتها دورية « Journal of Virus Eradication» المتخصصة، والتي تؤكد أن سعر أي من الأدوية المحتملة لعلاج كورونا سيكون في حدود دولار واحد، وإن بعض هذه الأدوية لن يتجاوز سعره في أي حال من الأحوال 29 دولارا. طبيب بقسم الأبحاث الصيدلانية بجامعة ليفربول، يدعى أندرو هيل، وهو أحد المشاركين في الدراسة، يقول إن «بعض هذه الأدوية يباع بأكثر من ثمن تكلفته الأصلية بمئات المرات»، موضحا: «خصوصا في الولاياتالمتحدة»، مشيرا إلى أننا «نحتاج إلى توفير دواء رخيص يمكن الوصول إليه بسهولة من قبل الدول الغنية والفقيرة من أجل القضاء على الوباء حتى يتم التوصل إلى لقاح مضاد للفيروس في غضون عام ونصف العام».