سجل المعهد الوطني البرازيلي للأبحاث الفضائية منذ بداية العام الجاري اندلاع أزيد من 72 ألف حريق بغابات الأمازون التي تتواجد بأراضي البلد الجنوب أمريكي. وأفادت وسائل إعلام محلية، نقلا عن المعهد الرسمي، أن 72 ألف و843 حريقا قد اندلع بمناطق متفرقة من الأمازن منذ بداية يناير الماضي، ضمن ارتفاع قياسي ب 83 في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من 2018. وخلال الأيام الأربعة الأخيرة فقط، اندلع 9500 حريق جديد بهذه الغابات الشاسعة التي تسمى "رئة العالم" كونها تنتج حوالي 20 في المئة من الأكسجين، الذي يتنفسه سكان الأرض. ويبدأ موسم حرائق الغابات في الأمازون من غشت حتى أكتوبر، ويبلغ ذروته منتصف سبتمبر، بحسب موقع "غلوبال فير داتا". وارتفعت نسبة الحرائق بالخصوص على مستوى ولايات مثل ماتا غروسو التي سجلت لوحدها 13 ألف و 682 حريقا منذ بداية العام. وطالت آثار حرائق الغابات، ساو بولو، أكبر مدن البرازيل، حيث أجبرت المركبات على تشغيل المصابيح في عز الظهيرة، بسبب الغيوم التي شكلتها حرائق غابات الأمازون القياسية. ونشر مرصد وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" الأرضي، صورا على موقعه الإلكتروني تظهر غطاء من الدخان يغطي مساحات شاسعة من الغابات الواقعة في أميركا الجنوبية. وقال المرصد إن الدخان كان يتدفق في السماء فوق آلاف الأميال من الغابات في البرازيل وفوق حدود الأخيرة مع بوليفيا وتشيلي وبيرو. وتساوي منطقة غابات الأمازون حوالي نصف مساحة الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتعد أضخم غابات مطرية على كوكب الأرض. ورغم أن نهر الأمازون يمتد في عدة دول في أمريكا الجنوبية، إلا أن ثلثي مساحة الغابات المطرية توجد في البرازيل. ويلقي ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، اللوم، على الرئيس البرازيلي جائير بولسنارو، معتبرين أن سياسته الخاصة بالتغيرات المناخية، تهدد تلك الغابات. ولفتت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى أن غالبية الحرائق تندلع بواسطة البشر، مشيرة إلى أنها تكون مرتبطة بأنشطة زراعية ورأى باحثون محليون أن إزالة الغابة تشكل عاملا رئيسيا في اندلاع هذه الحرائق التي يفاقم منها ارتفاع درجة الحرارة خلال موسم الصيف. وأشاروا إلى أن بعض الأشخاص يقومون بإضرام النيران في هذه الغابات لعوامل مختلفة من ضمنها تطهير المساحات التي قاموا بقطع أشجارها من الغطاء النباتي، وإحداث ممرات داخل هذه الفضاءات الخضراء، وإعداد الأراضي للانشطة الزراعية.