يبدو أن المعلق المثير للجدل الجزائري حفيظ دراجي، يستعد لصدمة قد تحدث اليوم، حين يواجه "ثعالب الصحراء" منتخب ساحل العاج، اليوم الخميس ابتداء من الساعة الخامسة بالتوقيت المغربي، حيث كتب على جريدة "القدس العربي" الواسعة الانتشار مقالا بعنوان "الجزائر تصنع الحدث عند الفوز والخسارة!". وقال حفيظ دراجي في المقال ننشره كاملا، "بعدما تعادل أمام سييراليون وخسر ضد غينيا الاستوائية، سيكون المنتخب الجزائري لكرة القدم على موعد الليلة مع مباراته الحاسمة في دور المجموعات لكأس أمم إفريقيا الجارية أحداثها في الكاميرون، في مواجهة أفيال كوت ديفوار التي ينتظرها عشاق الكرة العربية والافريقية، لأن الأمر يتعلق بحامل اللقب وأحد أفضل المنتخبات العالمية الذي كان مرشحا قبل البطولة للمحافظة عن لقبه، قبل أن يتلقى أول خسارة له منذ ثلاث سنوات وتتوقف سلسلة المباريات من دون هزيمة عند العدد 35، بكل ما تركته من أثار سلبية على معنويات اللاعبين وجماهير الكرة الجزائرية التي لم تفقد الأمل في التأهل الى الدور الثاني ولم تفقد ثقتها في منتخبها ومدربه جمال بلماضي الذي يحظى بدعم كبير رغم بعض المؤاخذات الفنية هنا وهناك وتراجع أداء بعض اللاعبين بسبب وصولهم المتأخر إلى الكاميرون وعدم تأقلمهم بسرعة مع الحرارة والرطوبة العاليتين". الكل يجمع على أن بطل أفريقيا والعرب يملك من المقومات الفنية ما يؤهله لمواصلة المشوار رغم الأثر المعنوي السلبي الذي خلفته أول خسارة وعدم قدرته على تسجيل هدف واحد الى الآن، رغم الفرص التي أتيحت للاعبيه أمام سييراليون وغينيا الاستوائية، كما أن المنافس الايفواري سيكون أقوى بكثير من سابقيه، وبالتالي يسعى لازاحة أحد المرشحين الأقوياء من السباق، بينما لن يكون للمنتخب الجزائري ما يخسره الليلة خاصة وأن جماهيره لم تتخلى عن دعمه ودعم جمال بلماضي الذي جدد ثقته في لاعبيه بقوله: "إذا كان من الصعب على البعض أن يؤمنوا بقدرتنا على العودة إلى أجواء المنافسة فإنني ما زلت أؤمن بقدرات لاعبي وأثق فيهم ولن أستسلم"، وهو الأمر الذي يحسب للجزائريين المعروفين بروحهم العالية وحماسهم الكبير وإصرارهم على رفع التحديات خاصة في الظروف الصعبة. خروج المنتخب الجزائري من المنافسة الليلة سضيكون الحدث الأبرز في البطولة، لكنه لن يكون البطل الأول ولا الأخير الذي يخرج من الدور الأول، فقد سبقته منتخبات أفريقية وعالمية أخرى على غرار مصر وزامبيا ونيجيريا وكوت ديفوار والكاميرون في افريقيا، وفرنسا واسبانيا وايطاليا وألمانيا في كأس العالم، في سيناريوهات غريبة تتكرر كل مرة لأسباب نفسية أكثر مما هي فنية، كما أن كل المنتخبات المشاركة تريد الإطاحة بحامل اللقب الذي يكون منتشي بتاجه، وهو الذي قد يحدث مع المنتخب الجزائري الليلة في حالة تعثره مجددا في بطولة يصعب التكهن بمصيرها، مفتوحة على احتمالات وقوع مفاجآت كبيرة يخرج على اثرها الكبار تباعا بعدما كسرت سييراليون وغينيا الاستوائية الحاجز المعنوي ووقفت في وجه المنتخب الجزائري الذي يبقى أحد أقوى المنتخبات ولم يقل كلمته الأخيرة بعد لأن اجتيازه لحاجز كوت ديفوار سيشكل انطلاقة يصعب توقيفها بعد ذلك. البعض يعتقد أن الخروج من كأس أمم إفريقيا في الدور الأول سيكون له تأثير معنوي على اللاعبين في المباراة الفاصلة المؤهلة لكأس العالم بعد شهرين من الآن، بينما يرى البعض الآخر أن خروج المنتخب الجزائري سيكون محفزا معنويا كبيرا للاعبين، يقودهم إلى التفرغ للموعد الأهم والثأر لأنفسهم من الإخفاق في البطولة الافريقية، لكن الأكيد أن الجزائريين سيستعيدون توازنهم مع الدعم الكبير الذي يحظون به من الجماهير الجزائرية التي دعت الى تنظيم استقبال جماهيري كبير للمنتخب في حالة خروجه، تقديرا منها لجهوده وتشجيعا له قبل خوض مباراة الحسم في تصفيات كأس العالم التي يبقى فيها المنتخب الجزائري أحد أبرز المرشحين لبلوغ النهائيات وكتابة تاريخ جديد على أراض قطرية كانت فأل خير على المنتخب الجزائري المتوج بكأس العرب 2021. لقاء الجزائر وكوت ديفوار سيكون بمثابة النهائي الأول في البطولة رغم أن المنتخب الإيفواري ضمن تأهله بنسبة كبيرة، لكنه يسعى للاطاحة بالبطل، مثلما يتمنى الكثير من المنافسين سقوط المنتخب الجزائري والتخلص من أحد أقوى المنتخبات الافريقية والعربية، بينما سيكون تأهل الجزائريين الى الدور الثاني بمثابة أمر طبيعي في بطولة ستخسر الجزائر إذا خرج من الدور الأول".