اعتبرت صحيفة "فاينانشال تايمز" أن المغرب هيأ نفسه ل"طارئ" وقف حصته من إمدادات الغاز الجزائري ولديه مصادر طاقية بديلة قادرة على سد الخصاص، معتبرة، بالمقابل ،أن إسبانيا تبقى البلد الأوربي الأكثر تضررا من القرار. وقالت الصحيفة البريطانية وفق "مدار21″، إن المغرب هيأ خططا استباقية لهذه الأزمة ولديه محطات الطاقة الأحفورية التي يمكنه توظيفها لتغطية حاجياته، كما يمكنه الانتقال إلى موارد أخرى من الوقود الأحفوري المستورد. وتوقعت الصحيفة، في مقال تحليلي، أن تؤدي الأزمة بين الجزائر والمغرب إلى "تقليص إمدادات الغاز الإسباني لفصل الشتاء، وتعميق الضغط المتنامي على أسعار الطاقة بباقي أوربا". وقالت إن الحلول الموضوعة على الطاولة حاليا بما فيها الرفع من طاقة خط "ميد غاز" البحري المباشر بين الجزائر وإسبانيا ستظل غير كافية لتدارك خصاص الغاز الموجه لإسبانيا. وذهبت الصحيفة المتخصصة في الاقتصاد والأعمال إلى أن مهمة الاتحاد الأوربي في معالجة انعكاسات هذه الأزمة على مصالحه ستكون صعبة بالنظر لكون الخلاف بين الجارين المغاربييّن يتعدّى العوامل التقنية والاقتصادية، إلى "مواقف عميقة تتعلق بالسيادة والتوازن العسكري والثقافة". وذكرت بأن علاقات المغرب مع الاتحاد الأوربي لا تقف عند اتفاقية الصيد البحري التي أصدرت محكمة الاتحاد حكما يلغيها مع أخرى للفلاحة، بل تمتد لقضايا "الهجرة والاستثمارات الأوربية في السيارات والترتيبات الأمنية المتقلبة أحيانا، والسياحة والخضر المغربية الموجهة للموائد الأوربية." في المقابل، اعتبرت أن للجزائر وضع مختلف قليلا في علاقاتها مع أوربا، ف"الكفاح من أجل التحرر من فرنسا خلال المرحلة الاستعمارية صار جزءا من هويتها الوطنية، كما أن قواتها المسلحة تشتري كثيرا من المعدات العسكرية من روسيا والصين". وتبقى أهم رابطة مع أوربا هي تصدير الغاز الجزائري لإيطاليا والبرتغال وإسبانيا عبر أنبوبين أحدهما يمر عبر المغرب والثاني مباشر مع إسبانيا. واعتبرت فاينانشال تايمز أن قضية تصدير الغاز أزّمت علاقات إسبانيا الخارجية مع الاتحاد الأوربي في سياق عرض دولي ضيّق من الغاز وعدم كفاية الطاقة المخزنة بأوربا لحاجيات الشتاء. وأنهت الجزائر العمل بأنبوب الغاز المغاربي- الأوربي الذي يمر عبر المغرب في أعقاب خطوات عدائية تهدف منها إلى إلحاق أضرار سياسية واقتصادية بالمغرب آخرها إغلاق مجالها الجوي أمام طائرات المملكة.