بات المسؤولون في الجارة الشرقية الجزائر لا يفوتون فرصة خروج للحديث للإعلام، إلا بإقحام المغرب فيها، بتوجيه اتهامات إليه، تارة بالتجسس على مسؤوليها، ومرات أخرى بالتحالف مع إسرائيل ضدها، محاولين في كل خرجة إقناع المواطنين الجزائريين بالموقف، الذي تم اتخاذه بالقطيعة مع المغرب. وفي السياق ذاته، خرج وزير الاتصال الجزائري، عمار بلحيمر، لمهاجمة المغرب، في حوار حديث له، أجراه مع صحيفة "الجزائر اليوم"، وفق "اليوم 24″، متهما المغرب بالتجسس على بلاده بواسطة برنامج "بيغاسوس"، بالقول إن "فضيحة التجسس المغربي-الصهيوني بواسطة هذا البرنامج على عدد من الدول، والمسؤولين والشخصيات أكدت حقيقة ما قلناه حول هذه العملية التجسسية الخطيرة، التي ليست الأولى من نوعها". بلحيمر اتهم، كذلك، المغرب ب"شراء الذمم" في حديثه عن انتقادات، وجهها الإعلام الدولي إلى بلاده، وقال إن "شراء الذمم من طرف النظام المغربي ليس بالموضوع المفاجئ، لأنه معتاد على مثل هذه الأساليب اللاأخلاقية", مضيفا أن "الإعلام الدولي، الذي انخرط جزء منه في هذه اللعبة القذرة على دراية تامة بأسلوب المغرب في المساومات، والرشاوى بهدف التأثير، وتشويه سمعة الجزائر". وكان وزير الخارجية الجزائري، رمطان العمامرة، قد أعلن، قبل أيام قليلة، قطع علاقات بلاده الدبلوماسية مع المغرب، مدعيا أن المملكة، وأجهزتها الأمنية تشن حربا ضد بلاده، وشعبها، حسب قوله. وزعم العمامرة، في تصريحات متلفزة، بأن "المغرب أضاف إلى أعماله العدائية تعاونه البارز، والموثق مع المنظمتين الإٍرهابيتين، الماك ورشاد"، حسب قوله، مضيفا أنه "ثبت ضلوع الماك، ورشاد بالحرائق المهولة، التي ضربت عددا من الولايات، أخيرا، وقضية قتل، وحرق الشاب جمال بن إسماعيل، كما أشار إلى قضية التجسس عبر برنامج بيغاسوس، وقال: إنه ثبت لبلاده "تعرض مسؤولين، ومواطنين جزائريين للتجسس من طرف المغرب". من جهته عبر المغرب عن أنه أحيط علما بالقرار الأحادي، الذي اتخذته السلطات الجزائرية بقطع العلاقات الدبلوماسية، وأكدت وزارة الخارجية في بلاغ بهذا الخصوص، أن المغرب إذ يعرب عن أسفه لهذا القرار غير المبرر تماما، ولكنه متوقع، بالنظر إلى منطق التصعيد، الذي تم رصده خلال الأسابيع الأخيرة، وكذا تأثيره على الشعب الجزائري، فإنه يرفض بشكل قاطع المبررات الزائفة، بل العبثية التي انبنى عليها". وأضاف البلاغ: "وستظل المملكة المغربية من جهتها شريكا صادقا، ومخلصا للشعب الجزائري، وستواصل العمل بحكمة، ومسؤولية من أجل تنمية علاقات مغاربية صحية، ومثمرة".