زاد حزب "فوكس" اليميني المتطرف من حدة لهجته تجاه المغرب وتجاه رئيس الحكومة المحلية لمدينة سبتة، خلال حديث الناطق الرسمي باسمه في برلمان المدينة، كارلوس فيرديخو، يوم أمس الجمعة، أثناء مناقشة أوضاع هذه الأخيرة في ظل الظروف الصحية الراهنة وأيضا في ظل إغلاق الحدود البرية، إذ اعتبر أن لدى الرباط أطماعا واضحة فيها، موردا أن "المغرب سيتصرف عسكريا إذا ما أتيحت له أدنى فرصة لذلك". ووجه المتحدث باسم الحزب اليميني المتطرف اتهامات مباشرة لرئيس المدينة خوان فيفاس، معتبرا أن إدارته تدعم "اللوبي المؤيد للمغرب"، وأنه "خان ناخبيه وقاد المدينة إلى الخراب"، في إشارة إلى تعامله مع المهاجرين المغاربة الذين يدخلون المدينة بطريقة غير نظامية، هؤلاء الذين اتهمهم ب"نصب كمائن لعناصر الأمن ورجال الإطفاء، مطالبا بإجراءات أكثر حدة تجاه هؤلاء المهاجرين بمن فيهم القاصرين الذين اعتبر أنهم يشكلون خطرا على مستقبل المدينة. واعتبر فيرديخو أن الوقت قد حان لإلغاء الامتياز الذي يتوفر عليه سكان مدينة تطوان والمناطق المجاورة لها بتمكينهم من دخول مدينة سبتة دون الحاجة إلى تأشيرة، منتقدا أيضا المساعدات التي تذهب للمغاربة الموجودين داخل المدينة، والذين اعتبر أنهم "يجلبون الفوضى"، الأمر الذي حمل مسؤوليته لفيفاس والحزب الشعبي اليميني الذي ينتمي إليه، لدرجة أنه أخرجه من صف اليمين ووضعه في صف الحزب العمالي الاشتراكي. وبدا السياسي اليميني المتطرف واثقا من رغبة المغرب في استعادة المدينة "ولو بالقوة"، مستندا إلى تصريحات رئيس الحكومة سعد الدين العثماني أواخر السنة الماضية حين شدد على أن سبتة ومليلية أراض مغربية، داعيا إلى الاستعداد لمواجهته إذ أورد أن "المغرب سيتدخل عسكريا في المدينة لو كانت لديه أدنى فرصة لذلك"، قبل أن يحذر أيضا من "الغزو الثقافي" المغربي في انتقادٍ للسياسة التعليمية بالمدينة، حيث أبدى مخاوفه من أن "تحل العربية محل الإسبانية قريبا". وليست هذه هي المرة الأولى التي يحاول فيها حزب "فوكس" استنفار مدريد عسكريا لمواجهة ما يعتبرها "أطماع" لمغرب في سبتة ومليلية، ففي مارس الماضي قدم برلمانيو الحزب في مجلس الشيوخ مقترحا يحث حكومة بيدرو سانشيز على نقل وحدات من القوات المسلحة الإسبانية إلى المدينتين من أجل "حمايتهما" على اعتبار أنهما "جزء من التراب الوطني الإسباني"، مستندين أيضا على تصريحات العثماني. (المصدر: الصحيفة)