يحيط الكثير من الغموض بحقيقة ما يجري في منطقة العرجة بمدينة "فجيج" ويزيده التباسا الصمت الرسمي حيال الأحداث المتسارعة هناك في الأرض الحدودية مع الجزائر. ووفق ما نشرته "الأيام24" من مصادر محلية، فإن "العرجة" الأرض غير الخاضعة لاتفاقية ترسيم الحدود بين المغرب والجزائر، تعيش منذ ما يزيد عن شهر على وقع استفزازات صادرة من دوريات للجيش الجزائري تطارد الفلاحين المغاربة وتهددهم. وحسب المصادر ذاتها فإن الجنود الجزائريين المتمركزين قرب وادي العرجة الفاصل ما بين التراب المغربي والتراب الجزائري أمهلوا المزارعين إلى يوم 18 مارس من أجل إخلاء المنطقة لأنها أرض تابعة للجزائر، هكذا زعم جندي كان يخاطب سكان "فجيج" المتواجدين في المنطقة الحدودية. فرع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في "فجيج" أصدر بيانا طالب من خلاله "السلطات المغربية أن تكشف للرأي العام المحلي والوطني على تفاصيل هذا الملف وتبعاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية على المنطقة في المستقبل". ودعا السلطات إلى "فتح حوار صريح وموضوعي مع ساكنة فجيج عموما، والمتضررين مباشرة من هذا الإجراء التعسفي، وإيجاد الحلول المناسبة المطمئنة لهؤلاء المتضررين على ممتلكاتهم؛ والتعامل مع هؤلاء المتضررين وفق ما تمليه المواثيق الدولية بخصوص ممتلكات المواطنين الواقعة في مناطق التماس الحدودي من الجانبين"، حسب نص البيان. كما طالب أيضا "الدولة المغربية بأن تحسم في هذا الملف مع الجارة الجزائر فيما يخص الحدود نهائيا وبحفظ الأراضي للأجيال القادمة حتى لا تتكرر نفس المأساة مرة أخرى". ويقول بيان فرع الاتحاد الاشتراكي إن "الدولة المغربية لم تكن واضحه مع ساكنة أهل فجيج والمغاربة ككل بخصوص ترسيم الحدود بين المغرب والجزائر حيث بقيت خاضعة للتقلبات السياسية بين البلدين؛ أن القرار المبرم بين السلطتين المغربية والجزائرية لا ندري على أي اتفاقية يستند، علما أن اتفاقيه 1972 إن كانت هي المعتمدة في أصلها غير واضحة المعالم الحدودية بتاتا". الاتحاد الاشتراكي الذي دخل على خط الاحتجاجات اعتبر "أن الدولة المغربية غررت بسكان و فلاحي واحة فجيج وورطتهم إذ تركتهم يستثمرون لسنين في أراضي قد تنتزع منهم في أية لحظة كما هو الحال الآن". وأوضح أن "الأراضي المعنية استثمر فيها عدد من الفلاحين من قصر اولاد سليمان لسنين مضت وهي في ملكية أصحابها بعقود ووثائق ثابتة ورسمية؛ وأن هذه المنطقة أصبحت تشكل للواحة مجالا حيويا لا غنى عنه ومورد رزق للعديد من الأسر". وأضاف "أن هذه الحادثة أيقظت في أهل فجيج جروح الماضي بضياع منطقة "زوزفانة" بناء على مخلفات الاستعمار وتنصل الدولة الجزائرية من عهودها مع المملكة المغربية".