بعد تشديد الأمن المغربي الخناق على الشبكات الإجرامية المتخصصة في تهريب "حبوب الهلوسة" من الجزائر إلى المملكة، بدأت هذه الشبكات تستعين بالحبوب الهلوسة الحمراء الإسبانية، أو ما يعرف في أبجديات هذه الشبكات ب"القرقوبي الإسباني". وحاولت تلك الشبكات، خلال الشهور الماضية، الاستيراد بطريقة غير قانونية كميات كبيرة من الأدوية المخدرة من إسبانيا، في إطار ما يعرف بالتهريب المعكوس، من أجل استخراج منها كميات كبيرة من القرقوبي داخل مختبرات منزلية بالمملكة، بهدف بيعها في مختلف المدن المغربية مقابل 10 دراهم للحبة الواحدة. في هذا الصدد، كشف الحرس المدني الإسباني، أنه اعتقل رجلا في ميناء الجزيرة الخضراء، كان يرغب في تهريب حوالي 8000 علبة من الدواء المخدر، ريتروفيل وترانكيمازين، إذ حاول إخفاءها في سيارته. وأضاف أن اعتقاله جاء في إطار مراقبة وثائق المسافرين وتفتيش سياراتهم في المنطقة المخصصة لركن السيارات، قبل دخولها إلى السفينة المتوجهة صوب ميناء طنجة. وتشير مصادر إسبانية إلى أن بعض علب مخدري ريتروفيل و ترانكيمازين تتوفر على ما بين 30 و40 إلى 100 حبة، أي أن عدد الأقراص المحجوزة التي كانت موجهة إلى المغرب بهدف تحويلها إلى القرقوبي قد تصل إلى 800 ألف حبة، علما أن كل حبة يخرج منها عدد كبير من حبوب القرقوبي بعد خلطها بمواد أخرى في المملكة. ويشير الأمن الإسباني إلى أن المغربي الذي حاول تهريب هذا العدد الكبير من الأقراص إلى المملكة، اقتناها من صيدليات إسبانية عبر وصفات طبية مزورة ومزيفة، إذ أن القانون الإسباني يمنع بيع الأدوية المخدرة دون وصفات يوقعها أطباء مختصون. وتم اعتقال المغربي في انتظار مثوله أمام القضاء بتهمة تهديد الصحة العامة للمواطنين. تقرير لصحيفة "إلموندو" أوضح أن هذه الحبوب الحمراء الإسبانية، توجه إلى مختبرات منزلية سرية بالمغرب، حيث يتم خلطها مع فُتات الحشيش (ديشي) والطحين وملون أحمر، بعدها يتم صنع من ذلك العجين "العديد من الحبوب الصغيرة"، والتي يتم بيعها فيما بعد ب20 درهما للشبان المغاربة في الشمال. وأضاف أن القرقوبي الإسباني ينتشر بين الشبان، وحتى الأطفال، في مدينة الدارالبيضاء، حيث "الحبة الحمراء يتم الحصول عليها بسهولة مقابل 10 دراهم". الشبكة تشتري علبة واحدة تتكون من 60 حبة حمراء من الصيدليات الإسبانية ب40 درهما، مباشرة بعد تهريبها إلى المغرب، يصبح ثمن العلبة 1800 درهم، أي أن سعر كل حبة يصل إلى 30 درهما.